الصفحة الرئيسية

 

انضموا الى صفحة الفيسبوك

   *   علاقة حركة حماس بالإخوان المسلمين بعد تولي الأخيرة الحكم بمصر من خلال سلسلة من الاحداث بين الفريقين (طلبة تخصص الاعلام بجامعة النجاح الوطنية نموذجا) إعداد أنوار ايمن حاج حمد    *   في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية    *   الاحتلال يفرج عن النائب حسام خضر بعد اعتقال دام 15 شهرا    *   من كل قلبي اشكر كل من تكبد عناء السفر وجاء ليهنئني في تحرري من الاسر ويشاركني فرحة الحرية    *   تهنئ لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جماهير شعبنا الفلسطيني بالإفراج عن:    *   أتوجه لكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أنا حسام خضر ..    *   حسام خضر الفتحاوي العنيد .. يتوقع إنتفاضة ثالثه..و يشاكس الحريّة.    *   تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة بحق النائب الأسير حسام خضر 6 أشهر أخرى .    *   

لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

مركز يافا الثقافي

الحرية للأسير القائد حسام خضر


ليلة الإعتقال


للنكبة طعم العلقم في حلوقنا


خاطرة من وحي الاعتقال


موت قلم


لا يوجد تصويتات جديدة حالياً نتائح آخر تصويت

هل تتوقع اتمام المصالحة بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؟

نعم: 36.84 %
لا: 31.58 %
لا أعرف: 31.58 %

التصويت من تاريخ 04/08/2012
الى تاريخ 04/12/2012
مجموع التصويتات: 57

القدس - حقائق واخبار
New Page 1

الموسيقى و الغناء في القدس

09/03/2010 16:35:00

 

الموسيقى والغناء في القدس

مصطفى الكرد

 

القدس فيها ما فيها عود الريحان يدوسه الوغد

الا ان ما في هذه المدينة لم يوجد في غيرها، ان البحث والكتابة بموضوع خاص من مكوناتها أمر لا يمكن ان يبدأ بحرف وينتهي بنقطة، فحروف القدس موغلة في عمق التاريخ ما يجعلها تعيش دهورا قادمة، انني اشعر بحرج من كتابة أيّ كلمة أو وصف أي ظاهرة خوفا من عدم اعطائها حقها.

انها القدس التي لا تتكرر ،وفيها ما لا ينتهي وصفه بلد التاريخ والانسانية، وفيها ما يندر وجوده.

في هذا المقام أودّ ان اتكلم عن حالة الموسيقى، أو بالأصح الانسان الذي يضع الموسيقى، والذي يحتاج من أهم ما يحتاج الصوت والمجتمع الذي يستمد منه مادته، والزمن الذي يبني ايقاع عمله عليه، الصوت والزمن في القدس أمران نعيشهما بأشكال غريبة، ليس الصوت شبيه بأصوات في مدن أخرى، وذلك يعود لما فيها من ازدحام السن والعراقة، والزمن ايقاع دائم الحركة من سريع سرعة البرق، وبطيء بطئ ليل الألم، الا أنّه ومن هذه الحالة استطاع الانسان الفلسطيني المقدسي ان يحيا ،ومن خلالها يبدع موسيقى وغناء لتفرض ذاتها ووجودها، أودّ هنا ان أضع بعض النماذج لهذا الإنسان المقدسي، الذي عمل وأنتج موسيقى رغم ليل الألم والمرارة، لقد كانت النكبة سببا في فقدان وتشتت الكثير من المبدعين المقدسيين، وكذلك نكران الهوية الفلسطينية، إذ فرض عليها أن تذوب في ما حولها ، ومع ذلك فقد كانت النكبة محفزا قويا للمبدع الفلسطيني بأن يلملم هويته ويصـر على خلق موسيقى وغناء تعبر عن خصوصيته وظروفه، وهكذا أصبح المنفى والاحتلال مصادر إبداع وخصوصية للفنان الفلسطيني المقدسي.

وفي هذا الاطار، أذكر الفنان حسين نازك الذي يعتبر من الرموز التي عاشت المأساة الفلسطينية وهمّ الابداع الفلسطيني المقدسي.

حسين نازك حيث كان الاحتلال الاسرائيلي والهجرة التي عاشها بعيدا عن القدس أحد الأشكال الحية الواضحة عن تأثير الهجرة على الابداع المقدسي، وعدم التمكن من خلق حالة مقدسية موسيقية تعبر عن شخصيتها وظروفها وهمومها وخصوصيتها، هذا الاحتلال وما تبعه من ظروف للفنان جعل هوية الابداع في حالة من التشتت والغربة، والبحث المستمر عن اطار تصل من خلاله للمستمع، وان كان في كثير من الظروف جدل بين الاطار والمبدع، حيث ان المبدع المقدسي عاش ويعيش، بقدر ما يأخذ انتاجه الفني وابداعه من مجهود، كان يحتاج مجهودا مضاعفا في البحث عن الاطار الذي من خلاله يقدم ذاته وفنه.

لقد قابلت العديد من الفنانين الفلسطينيين والمقدسيين بوجه الخصوص، وكان الهمّ الاكبر هو أين وكيف يمكن أن يتمكن المبدع من ايصال انتاجه الفني؟ عندما كان حسين نازك عازف الأوبو في فرقة موسيقى الجيش الاردني، وبعد ان يقضي اجازته في القدس، ويحمل آلته ويعود الى عمان حيث المعسكر الذي يعيش به، لا شك انه كان يعود ويحمل معه الكثير من الأصوات والنغمات من أصوات أذان وصلوات وأجراس كنائس وتراتيل، ان هذا المخزون لم يجد أين يخرج؟ ولم يكن هناك طرق لاخراجه، الى أن جرى ما جرى في الأردن، وحمل آلته وخرج مع الفدائيين الذين انتقلوا الى خندق آخر للنضال من أجل العودة الى الوطن السليب، ليشارك من خلال فنه وآلته في هذه المسيرة. هكذا بدأ يخرج منه ذاك المخزون في أناشيد الثورة من نشيد "فدائي" الى أغاني "فرقة العاشقين".

لقد كان هذا المخزون من أصوات وآهات ونغمات مقدسية مستمدة من أصوات ونغمات مقدسية، هكذا كانت الثورة هي الاطار الأهمّ للمبدع الفلسطيني الذي من خلاله تمكن من توصيل صوت القدس في المنفى، وكان لهذا المخزون الأهمية والفضل الأكبر في تكوين خصوصية فنية فلسطينية، تشكلت في أناشيد الثورة حيث الهوية الفلسطينية والصوت الفلسطيني الذي عرف في الوطن العربي، وميزها عن باقي الغناء والموسيقى العربية، انها النشيد الفلسطيني الذي جمعت أصواته من أحياء وأزقة وشوارع القدس، ان المستمع والمدقق  والباحث في أصولها ليس صعبا عليه ان يكتشف عمقها وجذورها المقدسية، انها القدس صاحبة هذا التاريخ والحضارة والعراقة.

هذه التجربة الفريدة في الغناء الفلسطيني تزامنت مع شكل آخر ظهر في القدس بعد حرب عام 1967، وهو بداية مشروع الأغنية السياسية في فلسطين "ممكن التطرق لهذا الموضوع في مجال آخر يأتي في سياق الأغنية السياسية في الوطن العربي في القدس والقاهرة".

من هنا نفهم كيف تكون هذا الشكل من الغناء الفلسطيني الذي نسمعه ونحسه من خلال سماعنا بشكل واضح أغاني "فرقة العاشقين" وأناشيد الثورة.

وأود أن أذكر مثالا آخر عن الموسيقى والغناء في القدس، كلنا يعرف ممن عاصروا فترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين ، ما ان بدأ شيء من حياة الاستقرار أو التعايش مع الواقع الذي نشأ بعد النكبة، الى أن ظهر بعض الفنانين المقدسيين الذين رفضوا أن يكون الظلم والضنك الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني على أرضه أو في المهجر،الا وأن يعطوا الحياة شيئا من القيمة ومن الأمل والتفاؤل، حيث كان ظهور مبدعي موسيقى يعملون في الأفراح والمناسبات في البلد، وهناك العديد من الأسماء التي تراودني، أود ذكر بعضهم كمحمد وهيب، الذي يمثل مجموعة من تلك الفترة ،والذي اشتهر بأغنية "باسم الحرية نضحي بالأرواح"، والتي كانت صرخة في سماء القدس واكبت فترة المدّ القومي والوطني في خمسينات القرن العشرين، وبعض الانفراج السياسي في عهد النظام الاردني، وهو من أوائل الفنانين الذين ساهموا في رفد الاذاعة الأردنية بأعماله الموسيقية، ولا يمكن أن ننسى بعض الفنانين المقدسيين أمثال رامز الزاغة، كرامة حداد، جميل العاص، عيسى زيادة، يوسف رضوان، وهناك العديد من الفنانين المقدسيين الذين كان لهم دور مهم في تشكيل الموسيقى والغناء في الأردن، حيث كان هذا الاطار الممكن لتوصيل هذا الابداع المقدسي.
واضح جدا شكل الغناء الذي أداه الفنان محمد وهيب ومصدر ألحانه وإيقاعه، ان الجملة الموسيقية التي أداها محمد وهيب بشعبيتها وسلاستها تعيشها في حوارية جيران في شوارع القدس، أو مناداة بائع في أسواق القدس، فيها بساطة وعدم تكليف وأصالة عندما يقول"باسم الحرية نضحي بالأرواح"، أو يقول "شيلي هالنضارة تنشوف عيونك   ريتك عنا جارة ونضل نشوفك"، هذا الغناء بخصوصيته اللحن والايقاع والفقرة واللكنة الاطار الوحيد الذي   لجأ له في الاذاعة الاردنية، وبين الحياة في القدس وعمان كانت جدلية التخزين والتحميل والعطاء، لقد كانت القدس هي المنهل لكثير من الفنانين الذين أعطوا وساهموا في اسعاد الناس، اننا هنا في مجال الأغنية والموسيقيين الذين كان انتاجهم يحتاج لاطار جماهيري، ولسنا بصدد جوانب عديدة من المبدعين المقدسيين الذين وجدوا وسائل توصيل ابداعهم الفني من خلال الكنائس وفرق الانشاد امثال: اوغاستين لاما وفراونسوا نيكوديم، وآخرين حيث كانوا من اعلام الموسيقى في القدس.

أمّا المرحلة الثالثة والتي تعتبر من أقسى المراحل التي مر بها المبدع المقدسي فهي مرحلة ما بعد حرب عام 1967، فما أن وضعت الحرب أوزارها، واحتلت الارض الى ان ظهرت المرحلة التالية وهي احتلال الانسان بتاريخه وحضارته وتراثه، بداية من وجبة الحمص التي اصبحت "خمص"، الى شراء التحف ومقتنيات العائلات المقدسية، وفتح ابواب الأندية والمؤسسات الثقافية والاذاعة والتلفزيون لاستيعاب القدر الممكن والمهم الذي يخدم اهداف الاحتلال، وسيطرته على الهوية المقدسية، وهكذا رأينا من ذهب وعمل في التلفزيون في برامج فكاهية، وبرامج أطفال وكذلك من عمل في محطة الاذاعة الاسرائيلية، اذ كان فيها آنذاك فنانين يهود من اصول مصرية وعراقية وسورية، وكان الفنان المقدسي الذي انضم اليهم وشعر بحاجة الى هذا الانضمام  لا يرى الجانب السياسي لهذا الطريق، بل برر سلوكه هذا بانه يحافظ على تراثه ،ويقدم ما يحتاجه الانسان الفلسطيني من ضرورة لبقائه، وعلى الصعيد الذاتي يرى ضرورة بأن يقدم ما بداخله من ابداع ومواهب.

لقد كان الفنان الراحل احمد ابو غنام والفنان محمد ابو خاطر من أهم الفنانين الذين راحوا بهذا الطريق بدافع المساهمة في نشر الثقافة المقدسية، وتقديم الجانب الابداعي في المجتمع الفلسطيني، غير ملتفتين الى الجانب السياسي.

هكذا كان وضع الموسيقي في القدس بعد النكبة وحرب عام 1967، في بحث دائم عن الأطار الذي يظهر من خلاله، وكذلك عطاء لم ينقطع، ولم تكن ظروف الشتات ونكران الهوية عوامل احباط بل كانت حافز اصرار واستمراروعطاء.

 المهم في هذا السياق، أن الفنان الفلسطيني المقدسي كان وما زال يبحث كيف وأين يعبر عن همومه ويوصل صوته؟.

من باب حطة بنظم كلامي

من خان الزت بعمل الحاني

والبشورة نبع الأماني

كل الناس تحيا بامان

 



  أضف تعليق
الاسم الدولة
التعليق

  تعليقات من الزائرين

جميع الحقوق محفوظة ماسترويب 2009
Email