من هنا وهناك

الحركة والمرمشة

عدلي صادق

الحالة التي عليها حركة فتح لاتسر صديقا،ولا تزعج عدوا،ولا تجيب عن سؤال من مستفسر يريد أن يعرف _مثلا_ هل ثمة سياسة "فتحاوية"مقررة،حيال التحديات الحاسمة التي نواجهها؟

وان كان ثمة سياسة فأي الأطر ترسمها ؟وما هي آليات التفاعل بين اللجنة المركزية للحركة والمجلس الثوري،والمرجعيتين الحركيتين،في الضفة وغزة ؟ وما هي بنية كتائب شهداء الأقصى ،ومرجعيتها التنظيمية والسياسية ؟

فالكلام عن أزمة حركة فتح يتجدد في رأس كل سنة،عند الاحتفال بذكرى الانطلاقة،وعقب كل مرة،كتبنا فيها،وكتب غيرنا،كان الصمت هو جواب الأوساط الحركية،عن أسئلة كثيرة نثيرها،فالمسك بأية عظمة،من القفص الصدري للحركة،يتوهم انه في مغنم،ويحرص على أن "يمرمش"وحده ما في يديه،فهو مع وحدة الأمة،ومع وحدة العمل العربي ،ومع وحدة الشعب

ومع الوحدة الفصائلية والوطنية،ولكنه _في الوقت _نفسه ،مع وحدانية "المرمشة"لما في يديه

من القفص الصدري للحركة الرائدة !

***

أطر الحركة العليا،لا تمارس النقاش السياسي والتنظيمي الجاد والفاعل.بل إن بعض أعضاء هذه الأطر،يخشى أي حراك تنظيمي ويرى في أي حراك خطرا ربما ينجم عن ضياع ما في اليد.

بل إن بعض أعضاء الأطر التنظيمية العليا،يرون في كوادر "فتح"المقتدرين نوعا من "غراب البين"الذي يتهدد أدوارهم.أما الاحتكام،لقواعد الحركة جماهيرها،فهو خازوق مؤكد،بالنسبة لهم .فهم في الواجهة،مهما عافتهم قواعد الحركة،وقرفت حياتها منهم،ومهما بادر الشباب بإنشاء خيمة وحالات،للاستشفاء السياسي والنضالي،خارج مناخاتهم وأجوائهم !

فالمسألة كما أسلفنا،هي أن أحدا من هؤلاء،لا يريد أن يشاركه أحد في التصرف في موازنته المالية،ولا أن يتسبب له أحد في تخفيض "الزووم"عند التقاط الصورة،بسبب وجود الآخرين معهم،ولا أن يأخذ منه أحد،شيئا من الوجاهة التي انعقدت.فكل منهم يتوهم انه الرقم الصعب في موقعه،وانه أحد محاور التاريخ والأحداث.فنحن في وطن،تكبر فيه الأسماء بقدر ما تضيق الأرض،وينال فيه الفاشلون وبعض الفاسدين،الترقيات الفخمة،"والثقة الغالية"بقدر ما يبعرون وتذهب مسميات الأدوار،إلى مداها الأبدي،دون أن يسمح بتدافع الأجيال،لان سنين الحياة نفسها معطلة !

* * *

 ليس ثمة شيء نأسف عليه ،وان كانت ثمة أشياء نقلق منها.فنحن اليوم ك"فتح"أمام استحقاق سياسي وأمني شائك،ولا نعرف رأسنا من أرجلنا.فهل اللجنة المركزية التي هي رأسنا المفترض،

في أعلىتراتبية الفعل والتأثير ،أم في أسفله ؟!وما هي هذه "المركزية"وماذا فعلت على صعيد صون المال الفلسطيني العام،وعلى صعيد تكريس أخلاقيات العمل العام في السلطة بما يليق بحركة تحرير وعلى صعيد صياغة المشروع السياسي وعلى صعيد طبخ القرار السياسي،الذي كانت تفاجأ به ثم ترقع له ،بزغرودة المباركة والتأييد،حفظا لموازنات أعضائها وبحبوحتهم ؟!ولماذا عجزت هذه "المركزية"عن عمل شيء ذي قيمة ؟!

ولماذا تمتشق ،اليوم ،هذه "المركزية"اسمها ومكانتها،في النظام الداخلي ،لتعترض على ما آلت إليه بعض الأمور بفعل عجزها ؟!ومثلما تساءلنا سابقا :لماذا كان مروان البرغوثي هدفا،وكان حسام خضر على طريق مروان،ولم يكن أي من "المركزية" ؟!ولماذا تنعقد الأهمية لمروان،القابع في الزنزانة ولا تنعقد لغيره،من القابعين في مكاتبهم الفخمة والمكيفة ؟!ولماذا يحسد المستريحين،فتحاويا محبوسا،حتى على سجنه،لمجرد أن السجن،زاد أهميته ولم يضعفها ؟!

لتقف الأغلبية الفتحاوية من المناضلين المقتدرين،الزاهدين والشرفاء والفقراء،وقفة رجل واحد لمواجهة استحقاقات المرحلة الخطرة،ولتقف كذلك،ضد وضعية "المرمشة"لأجزاء القفص الصدري،ولتنهض هذه الأغلبية بمشروع البناء وزيادة اللحمة ،وتسمين الحركة،وصولا إلى مؤتمر عام ،يفرز من جديد،متجاوزا حالة الترهل والشخصانية،والتبغدد،والتثاؤب،والتمغط بالكلام على مستوى الأطر العليا،غير القيادية !

          صحيفة الحياة الجديدة

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com