وراء الكلام

يوم اثنين للاثنين

احمد دحبور

 حين اختار أهل الأسرى في بلادنا،كل اثنين يوما للأسير،فقد جعلوا الأسبوع الفلسطيني كله أيام اثنين،ولكن هل يكفي أن نؤكد المشاعر ،ونترك الأسير وأهله هذا خلف قضبان العدو وألئك أمام مبنى الصليب الأحمر ينتظرون ويحملون الصور ؟..لا يساق هذا الكلام لتبرئة الضمير أو تعذيب الذات ،ولكنه سؤال مشروع في وجوه الجميع.وفي كل التفاتة تطل صورة أسير ،ولكل صورة قصة وتاريخ.

في ضوء هذا الألم النبيل ،يتجدد المشهد الذي يحضر فيه مروان البرغوثي بابتسامة العز وصليل القيود.فإذا هو مصدر قلق للعدو داخل السجن كما كان في ساحة النضال .بمن اتصلت وبمن لم تتصل يا أبا القسام ؟وكيف تجيب القاضي عن تهمة سيبتكرها على الهواء مباشرة ؟ولماذا يفترض هذا الجلاد أنك ستجيب عن أسئلة وأنت لا تعترف بمحكمته ؟وهل يظنون انهم قادرون على كبريائك وهم يؤخرون عنك الزيارة تلو الزيارة ؟وبماذا تفسر تقصيرنا معك ومع كوكبة الأسرى الذين يضيؤون لنا ،من ظلمات السجن ،أيامنا المدلهمة المكسوة بريش الغراب ؟

وتحين التفاتة أيضا وأيضا ،فإذا بالجلاد يحار في أمر حسام خضر.هذا النمرود العصي على الكسر ،المؤمن بفلسطين كاستحقاق لا كزكاة عن نفوس أجداد الغزاة.وحسام هو فتى الأمس الذي جاءنا مبعدا إلى تونس وعاد عن جدارة إلى حالة الاشتباك وقد ندبته الأقدار الفلسطينية ليكون الابن البار والحبيب المعذب للجزء المتاح لنا من الوطن وحين ادخلوه السجن أعجزهم أن يسقطوا من فضائه شمس الحرية التي ترافق روحه وتتماها معها..فهو يشع بالأمل الذي لا يخيب وهو العنيد الذي لا يخاف لومة لائم في الحق..

    ومروان وحسام يحملان أمانة لا يستطيع العدو انتزاعها ،تلك عي ثقة الشعب الذي أعطاهما صوته ،ففازا بعضوية المجلس التشريعي وبالانتخاب.وحين يقول أحدهما لا ،فقد قال ذلك شعب تمرس بالصعاب فلم تنل منه الصعاب على حد تعبير شاعرنا الشهيد عبد الرحيم محمود..ولكن العدو لا يحرجه أن يعتقل نائبين يحملان حصانة الشعب ورسالته.لان هذا العدو ببساطة ،لم يخجل من أن يجعل فلسطين كلها معتقلا كبيرا.وليس ما فعله مع مروان وحسام إلا انه اقتادهما من المعتقل الاشمل إلى المعتقل المحدد ولو يدري لأدرك انهما لم  يختارا هذه الطريق،من النفي إلى الانتفاضة إلى السجن إلى التوحد بالشعب من خلف القضبان ،إلا لزحزحة القضبان ،لا عن سجنهما الشخصي بل عن سجن فلسطين..

لا اذكر اسم المفكر الذي قال:ما لم تكونوا أحرارا من أمة حرة فان حريات الأمم عار عليكم..وعلى هذا القياس يكون حسام ومروان قد افتديا أمة. ورسخا في ذاكرة شعب وحين يجن جنون الجلاد فيصمدان في وجهه ورفقاؤهما الأسرى فإنما يرفعون العار عن أمة حرة.ولكن ماذا فعلت وتفعل هذه الأمة من اجل فلذات أكبادها ووقود نارها وجهادها ؟من السهل أن يخمد لهب الضمير برسالة هنا أو توقيع على بيان هناك.ولكن ما يحدث بعد ذلك هو أننا ننعم بدفء البيت والأمان النسبي _حيث لا مكان للأمان المطلق لفلسطيني ما دام الاحتلال قائما _بينما يظل الأسير في الأسر.ويظل الأطفال يسألون عن الآباء فتجيبهم الأمهات بأنهم ذهبوا ليجلبوا لنا الحرية  فكانت لهم..فلننتقل من المجاز إلى الحقيقة..الحرية لهما..لهم..للأسرى جميعا وما زلت على ثقة من أننا قادرون أن نفعل الكثير ،فكيف نبدأ الخطوة الأولى ؟

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com