صحيفة الشرق الاوسط

الجنود الإسرائيليون كسروا الباب واقتحموا البيت وروعوا
الأطفال والعجائز بحثا عن نائب فلسطيني (مخرب(
عائلة حسام خضر تروي لـ«الشرق الأوسط» قصة عذابها بعد
حشرها 72 ساعة في غرفة واحدة 
غزة: صالح النعامي  
لم تفلح محاولاتها في اقناعهم بالسماح لابناء اخيها بالتوجه الى دورة المياه ولا لامها العجوز المريضة 
بتناول دواء ضغط الدم وكذلك زوجة اخيها الحامل بتناول العقاقير الخاصة بها، وظلت العائلة حبيسة 
غرفة في الطابق الارضي من المنزل المكون من ثلاثة طوابق. هذا جزء مما روته دعد خضر
 (25 عاما)، شقيقة النائب الفلسطيني حسام خضر، عن الكابوس الذي عاشته مع عائلتها ابان
 قيام الجيش الاسرائيلي باعادة احتلال مخيم بلاطة المتاخم من الناحية الشرقية لمدينة نابلس
 لمدة ثلاثة ايام مرت على هذه العائلة كما على جميع الاسر الفلسطينية في المخيم ثقيلة كما
 لو انها كانت عاما كاملا. وقالت دعد لـ«الشرق الاوسط» انه في تمام الساعة السادسة من
 مساء الخميس الماضي فوجئت الاسرة بقيام جنود الاحتلال بطرق باب البيت بشكل عنيف جدا، 
كان الظلام يخيم على المخيم بعد ان انقطع التيار الكهربائي اثر قيام جنود الاحتلال بتدمير المحول
الكهربائي الوحيد في المخيم. كان النائب خضر واخوه غسان الذي يخدم في احدى مؤسسات 
السلطة الفلسطينية قد غادرا المنزل، فارتعدت فرائص الاطفال وزوجة غسان الحامل. ترجلت
 دعد لتفتح الباب، لكن الجنود سبقوها بتحطيم الباب واقتحام البيت. تقول دعد انهم كانوا طويلي
 القامة، وطلوا وجوههم بألوان للتخفي. وبادروا دعد بالسؤال: هل هذا منزل المخرب
 حسام خضر، اين هو؟ فقالت لهم انه غادر المنزل. امر الجنود افراد العائلة بان يتجمعوا في 
غرفة دعد في الطابق الارضي وان يغلقوا الباب بشكل محكم. اخد الاطفال يصرخون فقد انطفأت
 الشمعة التي كانت تبدد شيئا من ظلمة الليل الدامس في هذه الغرفة التي اصبحت اشبه بزنزانة.
كانت دعد تتوجه للجنود بين الفينة والاخرى بان يسمحوا للاطفال بمغادرة الغرفة وان يدعوها 
تحضر الدواء لامها ولزوجة اخيها من الطابق العلوي، كان رد الجنود «اذا كنتم معنيين بمغادرة
 الغرفة فبامكانكم ان تغادروا المنزل نهائيا من دون ان ترجعوا اليه». ظل الاطفال يتضورون
 جوعا ويقضون حاجاتهم داخل الغرفة، بينما كانت العجوز تتضور ألما بعد ان استبد بها الألم 
ولم يسمحوا باحضار الدواء لها الا في الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم الجمعة على ان
 يعودوا اليها فورا. عندما توجهت دعد الى الطوابق العلوية، وجدت أن الجنود حطموا كل شيء 
في المنزل. وفيما الجميع تحت صدمة ما حل بمنزلهم، فاذا بزوجة غسان تصرخ، إذ انها لم
 تعثر على مبلغ المال الذي تركه زوجها والذي كان يقارب الاربعة الاف شيكل (900 دولار). سألت الجنود
اين النقود التي كانت في الخزانة، فاذا باحدهم يرمي لها بقطعة نقدية بقيمة شيكل. اعاد الجنود 
افراد الاسرة ثانية الى الغرفة وسمح لهم في تمام الساعة الخامسة من مساء الجمعة بتناول 
اول وجبة غداء، حيث سمح لهم بالتوجه نحو المطبخ. واثناء تناول الاسرة الطعام في الغرفة،
 اقتحم الجنود الغرفة بقوة، وحملق احدهم في صورة كانت تزين الجدار، هي صورة ياسر البدوي،
 خطيب دعد وأحد عناصر كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة «فتح»، الذي قام جيش 
الاحتلال باغتياله في العشرين من شهر أغسطس (آب) من العام الماضي عندما قصفت مروحية 
اسرائيلية السيارة التي  كان يستقلها بالصواريخ. ظهر ياسر في الصورة ممتشقا
بندقية من طراز كلاشينكوف، طلب الجنود من دعد تعريفهم على صاحب الصورة، فعرفته لهم،
 فاذا باحد الجنود يمزق الصورة ويدوسها بنعله. وظلت الاسرة حبيسة المعاناة والاهانات في 
المنزل حتى فجر امس.
كانت دعد تتحدث لـ«الشرق الأوسط» بعدما انسحبت القوات  الاسرائيلية من المنزل،
بينما كانت تتقبل التهاني بالسلامة من الجيران والاصدقاء من خارج المخيم.
 ما حدث لهذه الاسرة  كان صورة مصغرة لما حدث في جميع منازل هذا المخيم.
 الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال في مخيم بلاطة الذي يبلغ عدد سكانه عشرين
 الفا كبير جدا، فاكثر من خمسة وسبعين منزلا تم تدميرها، من بينها منازل عناصر في
 كتائب شهداء الاقصى في المخيم، كما يقول النائب حسام خضر. 
وهناك مئات البيوت التي تم تدميرها بشكل جزئي، فجنود الاحتلال 

خريطة اقتحام مخيم بلاطة

الذين اقتحموا المخيم كانوا يهدمون الجدران التي تفصل بين البيوت، وذلك لانهم تجنبوا المرور بازقة المخيم خوفا من 
عمليات القنص التي كان يقوم بها المسلحون الفلسطينيون. جنود الاحتلال الذين اقتحموا 
المخيم هم عناصر لواء النخبة، المظليين. وبالنسبة للفلسطينيين فان لهذا الأمر اهمية خاصة
، فجنود نفس اللواء هم الذين قاموا اوائل السبعينات من القرن الماضي بتدمير منازل 
الفلسطينيين في قطاع غزة تطبيقا لتعليمات الجنرال ارييل شارون، رئيس وزراء إسرائيل حاليا،
 الذي كان في ذلك الوقت قائدا للمنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال. ويقول النائب خضر ان
 شارون ومن خلف هذه العمليات يشعرون انه على الرغم من الرأي العام العالمي والعربي
 فانه بامكانهم «ان يقدموا على مثل هذه الجرائم»، لكن خضر الذي يعتبر احد ابرز القيادات 
الفلسطينية في مخيم بلاطة قال ان الرد الفلسطيني سيكون في حجم العدوان الاسرائيلي. 

عودة الى الصفحة الرئيسية   - عودة الى صفحة مقابلات صحفية

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com