لأول مرة: الكتلة الإسلامية هي الأكبر في المناطق الفلسطينية
حسب استطلاع أجرته جامعة بير زيت، فإن حماس والجهاد الإسلامي ومنظمات إسلامية  أخرى تحظى بتأييد 35.5% من الجمهور الفلسطيني، مقابل 30% يؤيدون كتلة فتح واليسار علي واكد

لأول مرة، يتغلب التيار الإسلامي على تيار فتح والحركات اليسارية  العلمانية في  المناطق الفلسطينية. وتتضح هذه الحقيقة من استطلاع للرأي، أجرته جامعة بيرزيت، ونشرت نتائجه اليوم (الأربعاء).
ويتبين من الاستطلاع، أن 35.5% من الجمهور الفلسطيني يؤيدون الكتلة الإسلامية، التي تشمل حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، وعناصر مستقلة ذات هوية إسلامية. وتقف حركة حماس داخل هذه المجموعة في القمة، حيث حازت على تأييد 15.1% من المشاركين في الاستطلاع، تتلوها حركة الجهاد الإسلامي، التي حظيت بدعم
9.4%، في حين تؤيد نسبة 12.8% من الفلسطينيين عناصر إسلامية مستقلة.
وتبقى حركة فتح، التي حصلت على تأييد 21% من الذين شملهم الاستطلاع، القوة الرائدة في المناطق الفلسطينية. لكن تأييد الكتلة القومية-العلمانية، التي تضم فتح والمنظمات اليسارية، قد تقلص، حيث وصلت نسبة تأييدها إلى أقل من 30%. وفي داخل هذه الكتلة، حصلت فتح، كما ذكر، على 21%، تلتها الجبهة الشعبية (2.1%)، الجبهة الديمقراطية (1%)، في حين عبر 4% من المشاركين عن دعمهم لمنظمات مستقلة تعتبر مؤيدة لفتح أو لليسار الفلسطيني.
ويجدر التنويه إلى أن 34% من المشاركين في الاستطلاع قالوا، إنهم لا يؤيدون أية منظمة أو حزب.
محاضر فلسطيني: المذنب هو العنف وضعف السلطة ويقول سعيد زيداني، وهو محاضر في جامعة القدس ورئيس اللجنة الفلسطينية  المستقلة لحقوق المواطن، إن ثمة عاملين رئيسيين، في رأيه، هما المسؤولان عن نتائج الاستطلاع. أولهما العنف الذي يمارسه الطرفان، والذي يزيد من قوة المتطرفين، كما قد حدث في إسرائيل. والثاني هو ضعف السلطة الفلسطينية جراء الاحتلال المتواصل، وعدم قدرة السلطة على تلبية احتياجات الجمهور الفلسطيني.
ويوضح زيداني أنه "كما في أي مكان آخر، فإن النزاعات والعنف في المجتمع الفلسطيني تقوي اليمين، الذي أكثر ما يدفعه في تصرفاته العواطف. لكن هذا التحول نابع من الإحباط من السلطة، أكثر مما هو نابع من تعاظم قوة حماس". ويضيف زيداني: "صحيح أن صعود اليمين في إسرائيل إلى الحكم لا يعطي أملاً للفلسطينيين، لكن عجز السلطة عن توفير الأمن والاقتصاد للسكان هو السبب الرئيسي في هذا التحول، كما يتبين من الاستطلاع".
ولا يعتقد زيداني أن دالة تأييد الفصائل الإسلامية وفتح تشير أيضًا إلى نسب تأييد المسيرة السلمية. ويقول زيداني، إن المعطى الذي يشير إلى أن 34% من المشاركين أفادوا بأنهم لا يؤيدون أية جهة سياسية أو حزبية ليس بأقل أهمية عن باقي المعطيات.
قيادي في حماس: الشعب الفلسطيني يعارض وجود دولتين وعقب الدكتور محمود الزهار، من قادة حركة حماس، على نتائج الاستطلاع بحذر، قائلاً إن النتخابات فقط يمكنها أن تعكس القوة الحقيقية لحماس. مع ذلك، قال الزهار لـ"ArabYnet"، إن التحول في الشارع الفلسطيني هو جزء من التحول لصالح الفكرة الإسلامية في العالم العربي على وجه العموم. وبحسب أقوال الزهار، فإن هذا التحول يبرز بشكل خاص في غياب بديل علماني آخر. وقال الزهار: "لقد انهارت الفكرة العلمانية واليسارية الماركسية لدى الفلسطينيين، وفي العالم العربي عامة"، مضيفـًا أن "الأمر تمثل لدينا بنتائج التقدير الخاطئ لحركة فتح بشأن عملية أوسلو، تلك العملية التي نعتبرها في غاية الخطورة. وتمثل هذا الانهيار أيضًا بحالة الفساد القائمة في السلطة ومؤسساتها، خلافـًا لما عليه الأمر عندنا في حماس".
ويدحض الدكتور الزهار الادعاءات القائلة بأن حماس يتنامى على خلفية الفقر والاحتلال، كون زعماء الحركات الإسلامية في العالم العربي إجمالاً، وفي المناطق الفلسطينية بشكل خاص، أشخاصًا مثقفين، أصحاب مهن حرة، وغالبيتهم من الأغنياء، بل أغنياء جدًا. ويدعي الزهار أن "أن الفكرة العلمانية التي تمثلها حركة فتح خالية من أية إستراتيجية، في حين يعتمد طرحنا الفكري إستراتيجية بعيدة المدى". وطبقـًا لأقوال الزهار، فإن "فكرة وجود دولتين غير مقبولة لدى الشعب الفلسطيني. دولة واحدة فقط، على كل فلسطين". ويضيف الزهار أن فكرة التعاون الأمني ينظر إليها على أنها خيانة، ولا مكان لها.
مسؤول من فتح: القيادة الفلسطينية فشلت ويوافق حسام خضر، من قيادة حركة فتح وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، على نتائج الاستطلاع وعلى أقوال الزهار. وبحسب ما يقول، فإن ثمة علامات بارزة كثيرة تشهد
على هذا التحول السياسي، الذي ينبع، بالأساس، من فشل قيادة فتح والسلطة في توجيه العملية السياسية، وبعد ذلك، من الفشل في قيادة الانتفاضة. ويقول خضر: "الفساد في مؤسسات السلطة أدى هو الآخر إلى اعتبار حركة فتح برمتها جزءًا من هذا الفساد. أما الحركات الإسلامية، فقد وافقت توقعات الشعب الفلسطيني ولبت احتياجاته، عبر مقاومتها للاحتلال ونهج أفرادها وقياداتها".
ويقول خضر، إن خطاب عرفات في شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2001، الذي هدد فيه بإخراج حركات المقاومة خارج القانون، ساهم مساهمة هامة في هذا التحول السياسي. ويضيف عضو التشريعي: "على الرغم من نشاط كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، فقد أعلنت قيادة فتح غير مرة، أنها لا تعترف بالكتائب، الأمر الذي لعب دورًا هامًا في التأثير على رد فعل الشارع"
.(19:40 , 12/03/2003) 
 

عودة الى الصفحة الرئيسية   - عودة الى صفحة مقابلات صحفية

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com