عضو المجلس التشريعي حسام خضر لـ « الجزيرة »:
الاحتلال والفساد الإداري وجهان لعملة واحدة
عرفات ضمانة وطنية لحقوقنا السياسية ورمز لا يُنازَع.. ولكنه فاشل إدارياً

* حوار - نائل نخلة - مراسل الجزيرة في فلسطين:

شن حسام خضر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني هجوماً لاذعاً وقوياً على قيادات فلسطينية متهماً اياها باحتواء الانتفاضة والفساد الاداري والمالي والأخلاقي وشروعها في ممارسة نشاطاتها على الأرض بالعمل على تغييب القانون واضعاف دور المؤسسة من أجل انعدام الرقابة وبالتالي المساءلة والمحاسبة.واتهم حسام خضر في حديث ل«الجزيرة» 58 عضواً بالمجلس التشريعي بالاجرام بحق الشعب الفلسطيني لشروعهم بالفساد من خلال منحهم الثقة لحكومة فاسدة وفاشلة وعاجزة ملقياً المسؤولية على القيادة في جرائم جنين والمقاطعة مبرراً ذلك بتواجد مئات العقداء والآلاف من الجنود الذي لم يجدوا ارادة سياسية تطلب منهم القتال.ووصف حسام خضر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالرمز الذي لا ينازع عليه ولكنه في الوقت نفسه وصفه بالفاشل ادارياً.فيما يلي نص الحوار:

* الجزيرة: السيد حسام خضر ها هي الانتفاضة الفلسطينية تدخل عامها الثالث، ماذا تقول في هذه المناسبة؟
- حسام خضر: الانتفاضة هي حركة شعب يسعى لتحقيق هدف من خلال حركة شعبية تشارك فيها كل الفئات الاجتماعية والقوى السياسية وانتفاضة الأقصى هي حركة بهذا الاتجاه أراد من خلالها الشعب الفلسطيني تصحيح مسار المفاوضات واحياء الحقوق الوطنية لشعبنا بعد أن حرفتها فئة مرتبطة بالاحتلال ومنتفعة من جراء استمرار الحال على ما هو عليه حفاظاً على مصالحها وهذه الفئة نمت وتطورت وتكونت من تحالف ذوي انتماءات سياسية لا وطنية مرتبطة بإسرائيل وأمريكا ومن رموز الفساد الإداري والمالي والأخلاقي الذين عملوا ومنذ اللحظة الأولى لتشكيل السلطة وشروعها في ممارسة نشاطاتها على الأرض بالعمل على تغييب القانون وإضعاف دور المؤسسة من أجل انعدام الرقابة وبالتالي المساءلة والمحاسبة.
كما أن تنكر إسرائيل لكافة التزامات العملية السلمية الهشة واستمرار الاستيطان وتهويد القدس ومصادرة الأراضي وسياسات القتل والاعتقال والعقاب الجامعي وإغلاق المناطق زاد من قناعة الشعب الفلسطيني بان لا أمل في العملية السياسية والتي هي حل اقتصادي شخصي ذو أبعاد أمنية مذلة للفلسطينيين وحيوية للإسرائيليين.

وبالفعل أعادت الانتفاضة ومنذ اسبوعها الأول القضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث وبينت أن الشعب الفلسطيني مازال يعاني من الاحتلال واجراءاته ويسعى لتحقيق أهدافه الوطنية من خلال الانتفاضة كفعل شعبي جمعي ومن خلال الكفاح المسلح كفعل وطني نخبوي.وبالتالي أحيت الانتفاضة من جديد روح الجهاد والكفاح وعززت من مفاهيم العمل الوطني التحرري.فالانتفاضة رغم كل المعاناة والعذاب الذي صاحبها كفعل نضالي تحرري كلها خير ولو قدر لهذه الانتفاضة بهذا الزخم المقاوم والتضحيات والإنجازات أن تجد قيادة سياسية حقيقية لكانت اقصر الطرق إلى حقوقنا السياسية.ولكن للأسف الشديد فالقيادة تتنكر لكل أساليب المقاومة المشروعة ولم ترفد الانتفاضة وقياداتها المتعددة بهذا الزخم المقاوم والتضحيات والإنجازات أن تجد قيادة سياسية حقيقية لكانت أقصر الطرق إلى حقوقنا السياسية.

ولكن للأسف الشديد فالقيادة تتنكر لكل أساليب المقاومة المشروعة ولم ترفد الانتفاضة وقياداتها المتعددة بأي من مقومات الصمود والانتشار لأنها على مذبح مصالحها الشخصية وحفاظاً على مواقعها الوهمية سعت لاحتواء الانتفاضة من الشهر الأول ان لم يكن قبل ذلك بالرغم من القنابل الصوتية الإعلامية التي مازال يطلقها في قواني آذاننا الكثير من رجالات السلطة الرسميين والذين لايعبرون عن سياسة أو واقع لعدم صلتهم بكلا الأمرين.
ومبرر القيادة الفلسطينية هو خوفها من وجود جسم موازٍ على الأرض يقود إرادة الجماهير ويسحب البساط من تحت أقدام السلطة في ظل تنامي دور حركات المقاومة الإسلامية وتخبط دور المؤسسة الأمنية الرسمية وعجزها حتى عن القدرة على الرد ضمن حدود السيادة الوهمية لجغرافية اوسلو الاقتصادي.
ان انتفاضة تقاد من رأسين متعارضين في الأهداف متناقضين في الأساليب والمهمات وبدون رؤية سياسية لا يمكن ان تتقدم رغم الخسائر المادية والبشرية وحالة الخوف والرعب والانهيار الاجتماعي والأمني الذي تحدثه في العدو الصهيوني.ويساعد على ذلك تغييب كافة فصائل العمل الوطني لأية رؤية سياسية اجتماعية وطنية تقوم على أساس النهوض بالواقع الفلسطيني الداخلي المنهار والذي كشفت الانتفاضة وعرت كل جوانب الضعف والعجز والفساد فيه.
وبدل ان تطور هذه القيادات منفردة ومجتمعة العملية النضالية انطلاقاً من ضرورة تصعيد المقاومة بكافة أشكال النضال ضد العدو وبتصعيد المطالبة بإنجاز الإصلاحات الإدارية والمالية والتقدم في المشروع الديمقراطي على أرضية سيادة القانون وتعزيز دور المؤسسات ومحاربة رموز الخيانة والفساد واختزلت الحركة الفلسطينية دورها بحزام ناسف هنا ولغم هناك وتناست تكامل وتعقيد العملية النضالية وتداخلاتها الأمر الذي دفعني منذ الشهر الأول إلى التحذير من خوفي تجاه نتائج الانتفاضة بنظرة واقعية بعيدة عن التشاؤم وإطلاق صرخة استغاثة بان لاتكون الانتفاضة بتضحياتها وصور الإبداع والفداء فيها خطوة إلى الوراء أو قفزة في الهواء خاصة في ظل صمت عربي وشعبي ورسمي وسياسي وإعلامي.
* الجزيرة: مئات الشهداء، آلاف الجرحى، اقتصاد منهار، مئات الآلاف من العاطلين عن العمل، تفكك السلطة الفلسطينية، إعادة احتلال لكل مدن الضفة الغربية، هل هذا ماكانت تطمح إليه الانتفاضة؟
- حسام خضر: إن ثمن الحرية والاستقلال أكبر من أن يحصى أو نختزله في أرقام إذا أردنا تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 فعلينا ألا ننظر إلى حجم الخسائر ولايوجد شعب تحرر دون الآلاف بل عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى وباعتقادي فان شارون خاض الانتخابات على أسس عنصرية عدوانية أساسها القضاء على اتفاقيات السلام بالرغم من سيادة المفهوم الاسرائيلي عليها وإعادة احتلال المناطق الفلسطينية والتنكيل بروح المقاومة وإرادة الانتصار لدى شعبنا لذا لا أعتبر ان إعادة الاحتلال وتدمير البنية التحتية للسلطة هو بفعل الانتفاضة كما يحاول البعض ان يصور، هذا يدل على ضيق أفق سياسي الانتفاضة أجلت هذا الاحتلال وحالت دون الإجهاز على السلطة وتقويضها في عشية وضحاها، الانتفاضة أحدثت حالة أو درجة من توازن الرعب وزادت من قناعة المواطن والسياسي الاسرائيلي بحقوق الشعب الفلسطيني على أساس دولة فلسطينية مستقلة ولكننا لم نستغل كسلطة السنوات الست الأولى من عمرها لبناء قاعدة تصمد أمام مخططات الصهيونية وركنا إلى دعاوى العدو الكاذبة واستبحنا المواطن الفلسطيني مالا ودما وكرامة حتى كبرت الفجوة واتسعت الهوة ما بيننا كسلطة وكشعب وساعد على ذلك 58 عضوا في المجلس التشريعي أجرموا بحق شعبنا وشرعوا الفساد من خلال منحهم الثقة لحكومة فاسدة فاشلة وعاجزة ونتساءل لماذا احتلت قوات الاحتلال مدننا وقرانا بعد صمود مخيمي بلاطة وجنين لمدة 3 أسابيع - في ساعات قبل رام الله والمقاطعة حيث يتواجد مئات العقداء والآلاف من الجنود الذين لم يجدوا إرادة سياسية تطلب منهم القتال ان هذه القيادة فشلت عسكرياً لأنها فشلت قبل ذلك إدارياً ومؤسساتيا وسياسياً.

* الجزيرة: تبدأ الانتفاضة في عامها الثالث مع دعاوى محمومة من أطراف فلسطينية لوقف المقاومة المسلحة والتوجه نحو المقاومة الشعبية والسلمية، ماهو موقفك من هذه الدعوات؟
- حسام خضر: يجب أن نفرق بين الدعوات لبحث جدوى واثر العمليات الاستشهادية والبطولية داخل فلسطين المحتلة عام 48 وبين الدعوات المشبوهة لوقف كافة أشكال المقاومة في حدود عام 67 وان استندت الأولى على أسس موضوعية إلا أن الثانية لايمكن ان تخرجها من دائرة الربح والخسارة والمصلحة الذاتية لتيار اوسلو الاقتصادي الذي حول الوطن إلى مشروع استثماري والمواطن إلى عبد في هذا المشروع والمطلوب تصعيد المقاومة بكافة أشكالها المسلحة والشعبية وأنا أدنت دعوة اليحيى وعبد ربه وغيرهما ممن عزفوا هذا اللحن الاسرائيلي النشاز في سيمفونية إبداعنا.

* الجزيرة: ما موقفك من تعيين رئيس وزراء للسلطة الفلسطينية، ومن هو الشخص المناسب بحسب اعتقادك لمثل هذا المنصب؟

- حسام خضر: لايعقل أن تدار حكومة بدون رئيس وزراء، وهذه دعوة طالبنا فيها منذ اليوم الأول لإنشاء السلطة واختلفنا مع الأخ عرفات بشأنها وبشأن سيادة القانون وتعزيز دور المؤسسة واستبعاد بعض الموالين لاسرائيل والأردن وأمريكا وغيرها والذين فرضوا على عرفات وفرضهم بدوره على حركتنا الوطنية وشعبنا الفلسطيني.وما أسخف الحجج التي طلع علينا بها مستشارو الفساد حول الرئيس ومن ثم صادقت عليها اللجنة المركزية لحركة فتح والتي تخشى كقيادة تقليدية المؤسسة والديمقراطية أكثر مما تخشى الاحتلال بان منصب رئيس وزراء يجب ان يستحدث بعد الدولة، إذن لا داعي لمجلس وزراء بلا صلاحيات وبوزراء فاسدين وفاشلين على كافة المستويات، ولا داعي بنفس المقياس إلى مؤسسة أمنية وإدارية ولنوكل كل هذا إلى ما بعد الدولة والتي لن تقام بمثل هكذا قيادة أو عقليات تقليدية وإدارات فاشلة.
نحن هنا نتحدث عن منصب إداري يدير مؤسسة تنفيذية تعنى بالهم اليومي للمواطن الفلسطيني وتكون مسؤولة برئيسها ووزرائها وشخصياتها الاعتبارية أمام المواطن والمجلس التشريعي وإلا من يحاسب من خاصة إذا كان الرئيس فوق القانون ويعتبر نفسه منتخباً ويعتبر ان التصويت لمنح الثقة كما كان الحال في الحكومات الفاسدة السابقة هو تصويت لشخصه.أما بالنسبة من الرجل المناسب أعتقد ان شعبنا الفلسطيني فيه من الكفاءات والقدرات ما تفوق المتوقع ولكني أتمنى ألا يكون رئيس الوزراء أيا من قيادات فتح أو منظمة التحرير التقليدية التي أنجبت فساداً متنامياً في كل محطاتنا النضالية وقادتنا من هزيمة إلى هزيمة لأنه إذا كان منهم فان مزيدا من التخلف والفوضى والفساد في رحم تكويننا القادم ولن يعد أي منهم بأي خير لشعبنا ولو كان عكس ذلك لوقفت هذه المؤسسات منذ اللحظة الأولى مواقف مسؤولة أمام استباحة الوطن والمواطن والبدء بإنشاء كازينو أريحا قبل أي مستشفى أو مدرسة.

* الجزيرة: هل فشل عرفات في قيادة الشعب الفلسطيني؟
- حسام خضر: التاريخ القادم من بعيد على ميزان من ذهب هو الذي سيحكم على عرفات، وأنا كقائد فتحاوي وعضو في التشريعي ومنتخب وشريك بدمي ومعاناتي في هذا المشروع الوطني وانصافا للرجل أقول انه كان وما زال ضمانة وطنية لحقوقنا السياسية ورمزاً لاينازع في هذا المجال وبالمقابل فانه فاشل إدارياً.
* الجزيرة: ألا تعتقد أن الوقت قد حان ليتنحى الرئيس الفلسطيني عن السلطة؟
- حسام خضر: ان من يقرر إذا ماكان على عرفات أن يترك أو أن يبقى هو الشعب الفلسطيني أولا من خلال صناديق الاقتراع وعرفات ثانيا من خلال جلسة صفاء ذهني يحتكم فيها لضميره وواقعه ومستقبله.
* الجزيرة- هل استنكف الذراع العسكري لفتح عن عملياته داخل الخط الأخضر؟
- حسام خضر: لقد دار جدل كبير وجاد داخل فتح حول العمليات الاستشهادية وتحديداً داخل قيادات كتائب شهداء الأقصى ولا أستطيع أن أؤكد هنا إن كانت قيادة الكتائب قد قررت وبشكل نهائي وقف العمليات الاستشهادية والبطولية داخل الخط الأخضر لكني أؤكد على أن الوثيقة التي روج لها الاتحاد الأوروبي هي خدعة ولم تبحث مع ذوي الاختصاص أو أصحاب القرار.

* الجزيرة: إسرائيل وجهت ضربة قاسية ومؤلمة إلى التشكيلات المسلحة الفلسطينية هل تتفق مع هذا القول؟
- حسام خضر: باعتقادي أنه وبعد خطاب الأخ ياسر عرفات في ديسمبر 2001 وما حواه من مغالطات تاريخية أدنتها في حينه بشدة واستنتجت ان هناك في الأفق تقاسماً وظيفياً أمنياً فلسطينياً - إسرائيلياً تقوم على أساسه إسرائيل بضرب البنية التحتية لتشكيلات كتائب شهداء الأقصى وهذا ماكان منذ 17 شباط 2002 حيث بدأت العملية الحربية العدوانية ضد معقل الكتائب في مخيم بلاطة والذي صمد لمدة اسبوعين وصد 8 محاولات اقتحام في ظل وجود 5000 جندي فلسطيني في مدينة نابلس وقفوا أمام غياب أية إرادة سياسية يتفرجون على ضرب المخيم رغم النداءات التي أطلقها تنظيم فتح للسلطة ولعرفات وقيادة كل جهاز، الأمر الذي قاد جنرالات وجزاري إسرائيل بالإعداد لعملية السور الواقي والتي ضربت من 65 - 70% من البنية التحتية للكتائب ومست بشكل أساسي وكبير كلاً من الجهاد الإسلامي وحماس.
* الجزيرة: المعاناة التي لحقت بالشعب الفلسطيني اليوم هل سببها إلى جانب الاحتلال، أزمة في القيادة الفلسطينية؟

- حسام خضر: الاحتلال والفساد وجهان لعملة واحدة فالسلطة وفرت مناخات وفضاءات لنمو الفساد وشعبنا عانى من رموز الفساد معاناة حقيقية كانت ترتقي في كثير من الأحيان إلى درجة الاحتلال.
وأمام كل هذا الناتج المادي للقيادة الحالية من الفساد يجعلنا نستنتج ان هذه القيادة ساهمت بشكل كبير جدا في إلحاق المعاناة بشعبنا جنبا إلى جنب مع الاحتلال كنقيض أساسي لتوجهاتنا الوطنية.
* الجزيرة: هل أخطأ عرفات عندما لم يوافق على عرض باراك في كامب ديفيد؟
- حسام خضر: إسرائيل لم تعرض أي شيء جديد بل حاولت في كامب ديفيد المساومة على مبدأ حق العودة وإجبار عرفات على التنازل عنه مقابل توسيع حدود أوسلو الوهمية، كامب ديفيد كان محطة جس نبض الشارع الفلسطيني وياسر عرفات تجاه قضية اللاجئين باتفاق مسبق مع بعض القيادات الفلسطينية في الوفد المفاوض.
* الجزيرة: آخر مرة اتصلت بها بالرئيس متى، وكيف علاقتك بالقيادة الفلسطينية؟
- حسام خضر: لايوجد أي اتصال بيني وبين الأخ ياسر عرفات منذ ان اقترحت في معرض التصويت على الثقة في الحكومة الفاسدة عام 98 ان يقر المجلس قانوناً يعتبر فيه عرفات آلة للشعب الفلسطيني أمام تنكره لمطالب الشعب وللشرفاء في المجلس وإصراره على استخدام ذات رموز الفساد في مجلس الوزراء وإدارات السلطة وأجهزتها الأمنية وعلاقتي بالقيادة التقليدية غير ودية لأني أصر على تحملها مسؤولية كل الخطايا والمصائب والفساد الذي نعيشه.

* الجزيرة: هل هناك أزمة ثقة بينك وبين المحيطين بالرئيس ولماذا؟
- حسام خضر: بالتأكيد أنا اعتبر عدداً من مستشاري الرئيس ومسؤولي إدارته أعداء لشعبي وقضيتي الوطنية من خلال انتماءاتهم المشبوهة وسلوكهم اللا وطني وأنا غير نادم على أنني لا أقيم أية علاقة مع أي من هؤلاء والذين هم من أسوأ من انجب الشعب الفلسطيني ولي علاقة طيبة مع كل الوطنيين والأحرار والشرفاء في مكتب الرئيس وخاصة بعض كبار مرافقيه.

* الجزيرة: لماذا لاتشارك في اجتماعات التشريعي؟

- حسام خضر: أصدرت بياناً حول عدم مشاركتي في الجلسة الأخيرة للمجلس ورفضت التقدم لإدارة الحكم العسكري بطلب للحصول على تصاريح مرور من نابلس إلى رام الله في الوقت الذي يموت فيه أطفال ونساء وشيوخ على حواجزه العسكرية، كما أنني أعلنت ان هناك 58 نائباً أجرموا بحق الشعب الفلسطيني وشرعوا الفساد مقابل امتيازات شخصية حصلوا عليها.

* الجزيرة: ماهي الأخطاء، حسب اعتقادك، التي يجب على الشعب الفلسطيني وفصائله والسلطة ان تتجاوزها في العام الثالث للانتفاضة؟

- حسام خضر: ان أكبر خطأ نمارسه هو الاستمرار في الانتفاضة دون قيادة حقيقية تقود وتنظم الفعل النضالي الجماهيري على أساس برنامج ورؤية سياسية وطنية أساسها تصعيد المقاومة ضد الاحتلال وتطهير البيت الفلسطيني من رموز الفساد.

كما على الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية ان تفرض إرادتها على ياسر عرفات من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تعالج أسباب الهزيمة في صفوفنا وتعزز من مقومات صمودنا ونضالنا على أساس إنهاء الاحتلال أولا وملاحقة مؤسسات السلطة وصفوف الشعب ثانياً.

* الجزيرة: أليس من الحكمة، أن تتوقف الانتفاضة؟

- حسام خضر: السؤال الذي يجب أن يطرح أولا على أي أساس يجب وقف الانتفاضة وماهو المطلوب من الانتفاضة وأي الوسائل يجب ان تنتهجها الانتفاضة وماهي نظرة القوى والفصائل لعملية الإصلاح الداخلي...
باعتقادي ان الحركة الوطنية عاجزة عن طرح مثل هكذا تساؤلات وأنها خجلة من حقيقة واقعها وإمكانياتها ومدى مساهمتها على الأرض وتهرب من الواقع إلى الوراء إلى حيث اختزال العملية النضالية المعقدة باستشهادي أو حجر أو رصاصة.

* الجزيرة: لو كنت وزيراً للداخلية الفلسطيني، كيف ستتعامل مع الفصائل الفلسطينية، والعمليات التفجيرية داخل اسرائيل؟

- حسام خضر: لو كنت وزيراً للداخلية في ظل حكومة وطنية شريفة ونزيهة لفتحت حواراً مع كافة فصائل العمل الوطني على أرضية وأساس تطوير وسائل وأدوات الانتفاضة، ولماذا خجلت وقتها من تأييد العمل الاستشهادي في ظل استمرار اسرائيل عملياتها الحربية ولكني سأطلب نقل العمليات وتصعيد المقاومة في حدود عام 67 دون أن اسمح لنفسي ولو لمجرد ثانية ان أتطاول على شهيد ضحى بنفسه لأصفه بأنه إرهابي إرضاء لشارون وبوش. سأتعلم حينها من تقاسم الأدوار ما بين القيادات الاسرائيلية وسأضطر للافتخار ببعض العمليات مثلما يفعلون هم في حي الدرج وخان يونس ونابلس وجنين وطوباس.مشكلتنا في مشروع وزير الداخلية انه أراد أولاً الحصول على شهادة حسن سلوك اسرائيلية -أمريكية ولذا سمعناه يحرم على شعبنا إلقاء الحجارة أسوة ببعض الخونة الذين حاولوا التنكر لنضالنا وجدواه وتحديدا المسلح منه.
* الجزيرة: ماموقفك من العمليات داخل الخط الأخضر؟

- حسام خضر: منذ اليوم الأول وأنا أرى أن ساحة القتال والجهاد هي الضفة والقطاع انسجاما مع الرؤية السياسية ولو ان الحركة الوطنية اقتصرت على استهداف الجنود والمستوطنين داخل 67 لكانت نتائج الانتفاضة على المجتمع الاسرائيلي ذات النتائج التي تركتها العمليات الاستشهادية البطولية بفارق ان الأولى كانت ستقسم المجتمع الاسرائيلي فيما ان الثانية وجدت المجتمع ضد أهدافنا وحقوقنا الوطنية ولكي لا أدينها ولا اعتبرها تحت كل الظروف ارهاباً أو شكلاً من أشكاله كما يحلو لبعض المنتفعين ان يفعلوا.
أتمنى ان تتوقف العمليات العدوانية الحربية الإسرائيلية من أجل أن تتوقف العمليات الاستشهادية وإلا فإن البادئ أظلم.وادعو هنا إلى ضرورة إخضاع هذه القضية للنقاش والحوار على أساس وطني وليس كاستجابة لشروط أو ضغوط.

* الجزيرة ماهو السبب الحقيقي وراء الضغط الأمريكي على شارون لانهاء حصار المقاطعة؟
- حسام خضر: أمريكا واسرائيل تريد عرفات حيا وضعيفا كي يقوم بتنفيذ إملاءات وشروط اسرائيل بملاحقة الحركة الوطنية وتدمير بنيتها التحتية وستحافظ أمريكا على عرفات إلى اللحظة التي يكون فيها «قرضاي فلسطيني» جاهزاً لممارسة مهامه وأتوقع ان هذا الوقت قريب جدا وكنت قد حذرت عرفات في شباط الماضي من ان هناك قراراً أمريكياً اسرائيلياً وضوءاً أخضر عربي -فلسطيني (أصحاب تيار أوسلو الاقتصادي الذين دعمهم عرفات على حساب التيار الوطني) من أجل إضعافه وإجباره على ممارسة أدوار تجرده من حالته الرمزية لدينا وبالتالي إلى إقصائه واستبداله بمن يهبط بالسقف الوطني ويرتقي في المستوى الإداري والمؤسساتي.

* الجزيرة: ماهو أكثر شيء يثير قلقك وأنت تتابع الأحداث السياسية على الساحة الفلسطينية؟
- حسام خضر: حالة التخبط العام الذي نعيشه وحالة التناقض القائم مابين السلطة من جهة والقوى الوطنية من جهة أخرى وغياب أي رؤية سياسية واستمرار هؤلاء في إدارة شؤون حياتنا وهم رموز الفساد إضافة إلى كذب المسؤولين الفلسطينيين وتشويه الوقائع والحقائق وما أحوجنا إلى قيادة وطنية صادقة تشعر بمعاناة المواطن وتسعى لتحقيق كرامته الوطنية والإنسانية

عودة الى الصفحة الرئيسية   - عودة الى صفحة مقابلات صحفية

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com