|
قضية اللاجئين …لصالح من تغييب
أكثر من (3677882 ) لا زالوا يحلمون بالعودة ..ويرفضون
التنازل عن حقهم…
نابلس ـ مراسل نداء القدس
كانت قضية اللاجئين ولا زالت من القضايا الجوهرية في الملف
الفلسطيني ومن أهم النقاط الخلافية أيضا، لذا كانت في سلم القضايا التي ترك
الحديث عنها وفق ما سمي "بقضايا الحل النهائي" عند الحديث عن الاتفاقيات
السلام بين السلطة الفلسطينية والدولة العبرية.وولادة ما سمي "باتفاقيات
اوسلو".
ومع ذلك ظلت هذه القضية محور النقاش المتجدد في كل فترة،
وخرجت أطروحات واتفاقيات كثيرة لحل هذه القضية، فطرح قضية تعويض اللاجئين
وتوطينهم في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن ثم خطة كلينتون والتي تقضي
بتوطينهم حيث هم وتعويضهم ماديا، وتلتها خطة "نسيبه -ألون ". الا ان هذه
الخطة كانت تواجه بالانتقادات والرفض من المسؤولين واللاجئين أنفسهم.
وفي الوقت الحالي عادت اللجنة الرباعية للتحدث عن خطة سلام
جديدة أطلق عليها خطة "خارطة الطريق" والتي ذكرت فيها أيضا قضية اللاجئين
كقضية نقاش مستقبلية فتحدثت عن مرحلة ثالثة تقوم بها الدولة الفلسطينية
(2004-2005) ومن ثم ومن خلال المؤتمر الدولي الثاني"تعقده اللجنة الرباعية
بالاتفاق مع الأطراف في بداية عام 2004، لإقرار الاتفاق على الدولة ذات
الحدود المؤقتة، ولإطلاق مفاوضات بين إسرائيل وفلسطين نحو حل نهائي ووضع
دائم عام 2005، وبما يشمل الحدود، والقدس، واللاجئين والمستوطنات، ولدعم
التقدم نحو تسوية شاملة في الشرق الأوسط بين إسرائيل ولبنان وسورية يتم
التوصل إليها بأسرع وقت ممكن" وفق ما جاء في الخطة بالنص الحرفي.
هذه الخطة والتي لاقت قبولا فلسطيينا لاقت اعتراضا صهيونيا
حيث طالب شارون بتعديلات على الخطة شملت "تنازل الفلسطينيين عن حق العودة".
وفي خضم هذه التطورات
أعلنت لجنة الدفاع عن
حقوق اللاجئين في بيان لها عن سخطها من الموقف الصهيوني المتعنت بشأن قضية
اللاجئين…ورفضها تنفيذ اتفاقية خارطة الطريق دون التنازل الفلسطيني عن حق
العودة.
حسام خضر رئيس اللجنة وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني ذكر
ان هذه الخطة من البداية ليست في صالح الفلسطينيين فهي "لإنهاء
الانتفاضة ووقف المقاومة الوطنية الفلسطينية المشروعة ضمن تنازلات سياسية
خطيرة من الجانب الفلسطيني لصالح إسرائيل". وتابع " نخشى ان يتم التعامل مع
هذه الخطة بشروط شارون فهي اصلا موضوعة بشكل ينحاز كليا للموقف الصهيوني.
وتابع خضر :" ليس من حق احد ان يقرر عن اللاجئين هم فقط
أصحاب القرار و ان السلطة الفلسطينية غير مخوله حتى في بحث موضوع حق عودة
اللاجئين الفلسطينيين لانها سلطه تقوم على جزء من ارض فلسطين التاريخية
فيما ان العوده هي إلى الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 48م".
واعتبر خضر ان "الحل المرحلي المتمثل في إقامة دولة
فلسطينية سيادية في الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م وعاصمتها
القدس لا يسقط حق الفلسطينيين في العودة إلى بيوتهم و أراضيهم التي احتلت
عام 47-48م ونتج عنها قضية اللاجئين الفلسطينيين السياسية .
تيسير نصر لله، عضو لجنة اللاجئين العليا يقول عن الأسباب
تخوفهم من هذه الخطة:" نرى قضية اللاجئين لم يعد لها ذكرا في الخطط
المطروحة حاليا على الساحة ولما كانت قضية اللاجئين من أهم القضايا وتعتبر
القضية الجوهرية في الصراع القائم بيننا وبين العدو الصهيوني كان لا بد من
التحذير من المساس بحق العودة من خلال البيانات التي تصدر".
واعتبر نصر الله أن :" القضية لا تخضع للطرف الفكري وانما
هي قضية وطنية، اللاجئون فقط مخولون بالحديث عنها واتخاذ القرار
بشأنها"…وتابع نصر لله:" نحن ندرك ان الواقع السياسي ليس في صالحنا وانه من
الصعب الان عودة اللاجئين إلى كامل أراضيهم وبيوتهم ومدنهم في أراضى 48،
الا ان هذا لا يعني التخلي عن هذا الحق والذي كفلته المواثيق الدولية،
فالقرار 194 ينص ليس فقط على العودة وانما على التعويض وان تتحمل الدولة
العبرية مسئوليتها الكاملة عن تشريد الملايين من اراضيهم، نحن ندعو إلى
أيجاد حل منطقي وعادل ، حينها القرار يعود لكل لاجئ وهو حر فيما سيختار".
أضاف نصر الله :" ان مثل هذه الاقتراحات بالفعل يتم
مناقشتها ولكنها تسرب كبالونات اختبار لمعرفة رأي اللاجئين والمؤسسات
الخاصة فيها، وحتى الان هناك رفض واضح لمقايضة هذه القضية باي حق آخر ،
فليس من حق أي منا الحديث باسم الملايين في الضفة والقطاع والخارج.
ودعا نصر لله إلى أيجاد إطار فاعل من اللجان والمؤسسات
الداعمة لقضية اللاجئين لتكون الجهة العليا المتحدثة باسم اللاجئين في
الوطن والخارج.
وحسب إحصائيات وكالة الغوث الدولية تبين ان أعداد اللاجئين
في الوطن والشتات بلغ(3677882) يتوزعون : الأردن (1541405)، يسكنون عشرة
مخيمات. و سوريا(378382) يسكنون ايضا عشرة مخيمات. لبنان (373440) ويسكنون
(14) مخيما. والباقي في مخيمات الضفة والقطاع وعددها (27) مخيما وتضم
(1384655).
وبعيدا عن آراء صناع القرار والذين يملكون معادلات لا تخضع
لقوانينهم، كان رأي اللاجئون أنفسهم من عانى وتشرد ولا زالوا يحلمون في
العودة ويحملون مفاتيح بيوتهم على أمل العودة يوما ما إلى قراهم ومدنهم
…وان كان لديهم شيئا واحدا ليقولوه فالأمور لا تحتاج لهذا التعقيد" لنا ارض
سلبت منا ومن حقنا العودة اليها "
إبراهيم أبو عياش(75)عاما، من سكان مخيم عسكر، من قرية
الخماسين يقول :" نحن في البداية لم نبع أرضنا وبعد كل هذا التعب يطلبون
منا التخلي عنها، لن نرضى بأي حال بأقل من ان نعود إلى قرانا ومدننا ، وان
نعوض عن سنوات التشريد والتي عانينا فيها الآمرين.
بينا كانت الحاجة مريمسمري الحشاش، (80)عاما، عرب السوالمة،
من مخيم بيت عين الماء ، كان لديها ما تقوله :يعودوننا إلى بلادنا ونحن
نعيش بها كما كنا نعيش تلك الأيام، "فسكن بلادنا ولا نار اللجوء وحياة الذل
التي نعيش"، لا يمكن أن يخيروا أي لاجئ ولا يقبل بالعودة …لان هذه الحياة
لن يقبل بها احد، نحن بالنسبة لنا العمر ضاع ونحن هنا، ولكن من غير الممكن
ان يعيش احفادنا ايضا ما عشناه…
وبلغة غير متفائلة قالت:" إسرائيل ومعها أمريكيا لا تريد
لنا العودة، ولكننا لن نقبل بمخططاتهم وان كنا نحن لن نعود فالأرض
ابنائنا".
بينما كانت رية المسميي من قرية الياوز قضاء حيفا والتي
تسكن مخيم بلاطة للاجئين اكثر شدة في الرد على السؤال :" من يتخلى عن حق
العودة كمن يبيع وطنه ونحن لن نفعلها، على المسؤولين ان يتقوا الله فينا
أضافت :" يرجعوني اسكن في بيت شعر في "اليازور" واعصر دمي أقدمه ثمنا
لذلك".
وفي بقاله صغيرة في مخيم عسكر كان "محمد عبد الله(70 عاما
): والله يا بنتي بيبيعوا وبيشتروا فينا وكله لصالح إسرائيل التي سرقت
ارضنا…لا أحد يسمع فينا أصلا…، فليسألونا ونحن نقول لهم أننا لن نسمح ان
تضيع كل تضحياتنا في سبيل العودة هكذا وفي النهاية نوطن في هذه المخيمات
ونترك أرضنا للذين اغتصبوها…وشبابنا اللي راحوا في سبيلها …
المصدر : خاص نداء القدس 25/2/2003، 17:20
|
