نابلس تتعرض وسط صمت عالمي وتعتيم إعلامي لحملة تدمير إسرائيلية جديدة ومنظمة هدفها إنهاء الانتفاضة

 

حسام خضر لـ«الشرق الأوسط»: أين هو الإعلام العربي والجنرالات الذين تزين صدورهم وكتوفهم النسور والنجوم

والنياشين  

لندن: علي الصالح

 تشهد مدينة نابلس لا سيما البلدة القديمة منها منذ يوم الاربعاء الماضي، حملة تدمير اسرائيلية جديدة ومنظمة لم تحدد لها فترة زمنية، ترمي الى القضاء على روح المقاومة في هذه المدينة التي تعتبرها اسرائيل معقلا لفصائل المقاومة الفلسطينية لا سيما كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح التي شهدت المدينة ميلادها قبل حوالي السنتين. وراح ضحية هذه الحملة حتى الآن 6 قتلى والعشرات من الجرحى والمعتقلين.

وهذا ما اعلنه قائد سلاح المظلات في الجيش الاسرائيلي العقيد مايك، بقوله ان قواته التي تحتل نابلس، منذ يوم الاربعاء الماضي، قد «تبقى في المدينة عدة اسابيع او حتى شهور ولن تنسحب منها قبل ان تطهرها من عناصر الارهاب».

 وكشف مايك خلال لقاء مع الصحافيين العسكريين الاسرائيليين ان قواته تعمل بشكل حذر ومنهجي فتدخل الاحياء بيتا بيتا بحثا عن نشطاء الارهاب على حد قوله. وقال «ان اكثر من 40 فلسطينيا اعتقلوا في المدينة خلال يوم (اول من) امس وان العمليات العسكرية لم توقع عددا كبيرا من القتلى» واعترف فقط بقتل فلسطينيين. وتجري هذه الحملة الاسرائيلية الجديدة في خضم التحضيرات الاميركية للحرب المحتملة على العراق ووسط صمت عربي وعالمي وتعتيم اعلامي كامل.

وقال حسام خضر عضو المجلس التشريعي واحد قادة فتح في نابلس لـ«الشرق الأوسط»: «ان هناك مجزرة حقيقية تجري بصمت وبشكل يفوق العمليات العدوانية الاسرائيلية في اطار حملة ما يسمى بالسور الواقي». واضاف «ان اهالي البلدة القديمة في نابلس يعانون من نقص حقيقي في المواد الغذائية والطبية بعد ان عزلتها قوات الاحتلال حتى عن الاحياء المجاورة لها في نابلس».

 واكد خضر «ان قوات الاحتلال ترتكب عمليات وحشية من خلال مداهمة المنازل وعمليات التفتيش من بيت الى بيت وتدمير بعضها وجمع الرجال ما بين 16 ـ 50 عاما تحت المطر والبرد القارص في الساحات العامة».

 واللافت للنظر حسب خضر «ان هذه الحملة الشرسة جاءت مباشرة بعد زيارة وزير الداخلية الفلسطيني هاني الحسن ودعوته الى وقف المقاومة المسلحة وشروعه في تهيئة المدينة الى حالة مع بعد الانتفاضة من خلال اتفاق امني توصل اليه مع الاسرائيليين يقضي بنشر قوات امن فلسطينية بدون سلاح ولا زي رسمي، في المدينة كخطوة تجريبية للحفاظ على النظام ومنع ظهور المسلحين في الشوارع. واشترط الاسرائيليون ان تتنحى هذه القوات جانبا عند تنفيذ القوات الاسرائيلية مهام خاصة مثل الاعتقال او الاغتيال او المداهمات».

 وتساءل خضر الذي يقيم في مخيم بلاطة «أين هم قادة الحركة الوطنية وتحديدا في رام الله واين هم جنرالات الاعلام واين هو الاعلام العربي وفضائياته مما يجري في نابلس. واين هم جنرالات قوات السلطة الفلسطينية والويتها الذي تزين صدورهم وكتوفهم النسور والنجوم والنياشين الكاذبة من هذه المجزرة»؟

 واوضح «في اعتقادي ان كل ما يجري هو باتفاق وتنسيق مسبق وعلى اعلى المستويات بهدف كسر شوكة المقاومة وانهاء الانتفاضة».

 ووجهت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس نداء عاجلا الى جميع المؤسسات الدولية والحقوقية والمهتمة بحقوق الانسان دعتها فيه لأخذ دورها والتدخل الفوري لوقف العدوان الصهيوني المتواصل على المدينة لليوم الثالث على التوالي. 

وجاء في النداء أن مدينة نابلس وخصوصا حي القصبة داخل البلدة القديمة تتعرض «لحملة تدمير شاملة ومتعمدة من قبل قوات الاحتلال التي يعتدي افرادها على المواطنين بشتى الوسائل مما أدى الى استشهاد أربعة مواطنين وسقوط عدد من الجرحى واحتجاز واعتقال المئات بالإضافة الى ترويع الأطفال والنساء والشيوخ». ودعت اللجنة في ندائها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني «والضغط على حكومة الإرهابي (ارييل) شارون لوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني». 

وقالت مصادر فلسطينية في نابلس ان اسرة في مدينة نابلس فقدت في يوم واحد الجد والحفيد. وحسب هذه المصادر فان «عائلة أبو زهرة فجعت مساء أمس (اول من امس) باستشهاد اثنين من أفرادها في يوم واحد بعد إصابتهما برصاص الجيش الصهيوني لدى مرورهما في شارع حطين وسط المدينة». 

وقالت هذه المصادر «استشهد الشاب أحمد أبو زهرة، 17 عاما، فور إصابته برصاص الجيش الاسرائيلي، بينما أصيب جدّه أحمد أبو زهرة، 55 عاما، ونقل الى مستشفى الاتحاد النسائي في المدينة لتلقي العلاج، غير أنه فارق الحياة بعد ساعات قليلة». 

وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد فتحت النار بشكل عشوائي ومفاجئ وبكثافة على المواطنين في شارع حطين مما أدى الى مقتل الجد والحفيد وجرح ثلاثة آخرين. وبهذا يرتفع عدد من قتلوا برصاص قوات الاحتلال في نابلس الى أربعة خلال يومين من الهجمة الاسرائيلية الى إصابة العشرات واعتقال المئات.

 

عودة الى الصفحة الرئيسية   - عودة الى صفحة مقابلات صحفية

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com