صمت فتح ومفتاح الفرج

فرج شلهوب

صمت فتحاوي يشبه صمت القبور، هل خذلت فتح المراهنين على خلافاتها، وكيف تم هذا؟! وما الاسرار وراء ما يجري؟! وكيف يمكن تفسير هذا الانسجام والتوافق المفرط في اختيار أبي مازن واقتسام المسؤوليات؟!

كتائب شهداء الأقصى، أو بعضها كما عرضت الصور، تزهو بأبي مازن، والبرغوثي وحسام خضر كل من سجنه يبارك لعباس ويدعو للالتفاف حوله، تيار الرئيس واللجنة المركزية والعسكر القديم الذي لم تنقطع صراعاته مع الاصلاحيين، حتى في لحظات حياة الرئيس عرفات الأخيرة، لم يعد يسمع لهم صوت، والأجهزة الأمنية المتصارعة والمتنافسة أخلدت الى السكينة واصبح ممكناً اجراء المصالحات بين المتخاصمين فيها.

لغة الاجماع في اللجنة المركزية والمجلس الثوري واطر الحركة المختلفة اصبحت دارجة، ولم يعد ثمة آراء متباينة!! فهل هذه ظاهرة صحية ودليل تعاف في حركة فتح؟! ولماذا لم يقع مثل هذا التعافي، في ظل قيادة الأب والرمز والمؤسس واصبح ممكناً بعد وفاته، رغم أن كل المؤشرات كانت تدلل على غير ذلك؟!

هل كان الرئيس السابق هو العقبة أمام وحدة فتح وانسجامها مثلما كان هو العقبة في سبيل انجاز تسوية كما يروج الامريكيون والاسرائيليون والكثير من ورثة الرئيس ومقتسمي ارثه؟!

ابتداء نقول إن وحدة حركة فتح، على ثوابتها والتزام المصلحة الفلسطينية وعدم تشظيها كسب ليس لفتح بل وللشعب الفلسطيني ولقضيته، تماماً مثلما أن أي احتراب او فتنة داخل فتح، وفي هذه الاوقات العصيبة، تمثل خسارة للشعب والقضية مثلما هي لفتح وتاريخها.

لكن ان تصمت اجنحة فتح على هذا النحو، ولا تعود تتكلم الا بلغة الاجماع، وأهمية جمع رئاسة م.ت.ف والسلطة في شخص واحد، وعن انتخابات عاجلة لرئاسة السلطة، دون ان يكون لديها نفس الوضوح والاستعجال والحرص على اجراء انتخابات تشريعية وبلدية. وحين تزهد بكل المقترحات حول الوفاق الوطني والقيادة المشتركة، ويبقى تلفازها يتحدث بلغة الفصيل والحزب الحاكم، وتبادر لعقد اللقاءات السرية وغير السرية مع الاسرائيليين في اكثر من عاصمة، وتطرب لمديح الامريكان وتحتفل بالزائرين منهم، ويخرج ابو مازن ولما ينتخب بعد، ليتحدث عن سلاح شرعي وحيد، يقصد به سلاح الأجهزة التي لم تطلق رصاصة في وضح النهار، او سواد الليل، في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتواصل على مدى اربعة اعوام على الشعب الفلسطيني، فان وراء الأكمة ما وراءها، وإن وراء صمت فتح حكاية كبيرة.

خصوصاً عندما تبدأ سلطات الاحتلال تفرج عن عشرات الملايين من أموال السلطة المتجمعة من الضرائب التي تحصلها «اسرائيل»، والمحتجزة طيلة السنوات الماضية كنوع من العقاب للسلطة ورئيسها الراحل، وفي الوقت ذاته، يظهر الكرم الامريكي بالتبرع بعشرات الملايين لانتخابات السلطة المجزوءة، والضغط على اطراف عربية لحثها في مؤتمر شرم الشيخ الأخير على التبرع بسخاء لصالح السلطة، واعادة بناء ما دمره الاحتلال في غزة.

لقد أمل الشعب الفلسطيني، بعد رحيل عرفات، أن يبدأ عصر حكم المؤسسات والقانون وليس الأشخاص او اعادة انتاج نموذج الحزب الحاكم، وأن يكون الحرص على اللقاء الوطني مقدماً على الالتقاء بالاسرائيليين والامريكيين، وأن يصدق ادعياء الاصلاح فيما كانوا يدعونه في مواجهة المرحلة السابقة، من ضرورة محاربة الفساد وبناء المؤسسات، وأن يكون البرنامج السياسي واضحاً وجلياً ومشهراً، لا يتم التلعثم فيه كما وقع من ثلاثي السلطة، حول الدولة وعاصمتها القدس والعودة وكنس المستوطنات، بعدما اصبح ما هو فوق ذلك من تحرير مشطوباً والى الأبد.

أجزم ان صمت فتح وان كان مدفوع الثمن في بعضه او كله، لن يصمد طويلاً، اولاً: ثقة بصدق رجال في فتح ما زالوا قادرين على ان يقولوا لا للخطأ، فكيف حين يستفحل. وثانياً: لأن انفراد فتح، سواء بصمتها او بكلامها، لم يعد ممكناً دون انجاز التوافق الوطني، وعلى اسس سليمة.

والأخطر ان الاجندة التي يُطالب بها ابو مازن وفريقه، على صعيد العلاقة مع المقاومة، وفصائل العمل الوطني، او بنود التفاوض، القدس والأرض واللاجئين، لن تعطي هامشاً كبيراً، للانفراد، او السير بعيداً، ولعل المراهنة على شارون وبوش في طبعته الأخيرة، ستكون وبالاً على المراهنين قبل غيرهم، وهذا ما ستكشفه الشهور القادمة وليس السنوات، والصبر مفتاح الفرج.

 

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com