حسام خضر المعارض الأصلب

بعد ثمانية عشر شهراً على اعتقال القائد الوطني البارز عضو المجلس التشريعي حسام خضر لا بد من كلمة له ، وليست عنه ،  إلى  ذلك القائد المظلوم خارج المعتقل وداخله مليون تحيه .

أخي حسام

ما كان أحب إلى قلبي بعد ثمانية عشر شهراً على اعتقالك إلاّ أن اكتب عنك وإليك بصفتك الصديق الصدوق.

أود وللضرورة أن اكتب إليك  وأنت حر طليق في معتقلك أكثر منا جميعاً . وتحضرني هنا كلمات شاعرنا الراحل راشد حسين قبل مماته حينما منع من دخول القاهرة حينها قال :

 واقف كليّ مذلة في مطار القاهرة .

ليتني الآن طليقاً في سجون الناصرة .

اكتب إليك لاذكّرك عندما أمر القائد الشهيد أبو جهاد الوزير ، حينما أبعدك الاحتلال  إلى لبنان ، أن تدخل إلى مخيمي صبرا وشاتيلا، فنفذت الأمر ودخلت متسللاً برفقة الأسيرة المحررة  كفاح العفيفي بعد اختراقكم للحصار العسكري المفروض وتحت القصف الوحشي ، بعدها اذكر أن الأخت كفاح العفيفي أسرت في معركة في الجنوب اللبناني مع جبهة المقاومة الوطنية والإسلامية بعد إصابتها بجراح خلال معركة استمرت ساعات مع القوات الإسرائيلية .

وكم كنت سعيداً وأنت تناقش اللجان الشعبية في المخيم ، واذكر نقاشك الطويل مع الأخت المناضلة آمنة جبريل مسؤولة الأمانة العامة لاتحاد المرأة في الخارج ومع الدكتور اليوناني يانو ، حينها أيقن الجميع ممن قابلت وتفاعلت معهم انك رغم حداثة سنك قائد ميداني يئن تحت همّ شعبه الثقيل .

وكم كنت مصراً أن تعيش في المخيم وتقاتل مقاولي حروب الإبادة ضد أبناء المخيمات دفاعاً عن شعبك وهذا يدل على صدق انتمائك لأنك لازمت الصدق والنضال ، فالصدق باعتقادك قيمة إنسانية يجب أن تلازم المناضل دائماً.

أما المشهد الثاني يا حسام الذي ما زال يحضرني فهو نقاشك الهادئ والرزين مع الروائي اللبناني الجنسية ، الفلسطيني الانتماء الياس خوري حينما اعجب بتفكيرك الثوري الملتزم عندما قلت له أن اللبنانية والفلسطينية ليستا جنسيتين بل هويتين نضاليتين تختزلان الهوية القومية كلها .

وبعدها تفارقنا ولم نتقابل إلاّ في رام الله عندما قدمنا للتضامن مع النواب الذين تضامنوا مع عائلة الشهيدين عماد وعادل عوض الله واللذين ضربا على أيدي بعض أجهزة الأمن الفلسطينية.

وكم زادني توجهك اطمئناناً لأنك أول من اكتشفت ( السم  في باطن الدسم ) ورفعت شعار "الاحتلال والفساد وجهان لعملة واحدة ".

وكم زاد اطمئناني صلابة موقفك متصديا للمشروع الأسود بان تكون السلطة وأجهزتها الأمنية امتداداً للاحتلال .

أخي حسام .

رغم الحصار المحبوك بدقة حولك ، إعلاميا ونفسياً ، إلاّ أنني اعلم واعلم انك تعلم انك لا تروق للفاسدين وللمفسدين وللمحتلين بنفس القدر من العداء ، لصدقك ولوفائك لان مصلحتك تتجسد في طرد المحتل من الوطن ورفع الظلم والقهر عن الإنسان في الوطن ، والأقدر على وضع حد  لوقف عجلة النصب (وحكم الاستخارة والوهم) والعبث الداخلي والفلتان وصراع اللصوص والفاسدين ، لأن الغالبية الصامتة والصادقة تعتبرك الأجدر( مع المخلصين من أبناء شعبك) في بناء نواة قيادة موحدة .لأنك تؤمن بالشراكة في القيادة والمقاومة وتؤمن بان الديمقراطية بمعناها الأرقى هي المشاركة في صنع القرار ، ولصدقك لأنك لا تشارك إلاّ شعبك فقط في مشاريعك السياسية ولا تترك مساحة تجعل الأعداء يتحركون فيها . كما قال الصحافي الفرنسي الذي التقاك في مخيم بلاطة حينما أرسل رسالة بالفرنسية قمت بترجمتها لك بأنه من مصلحة السلطة والاحتلال بقاؤك في المعتقل لما تمثل ولمن تمثل ، لانك أحد الضمانات القليلة في الدفاع عن حقوق شعبك بان يكون له وطن تحت الشمس.

اعتقد انك تستقرئ السياسة بمفهوم ثوري كنت ولا زلت وكذلك تستقرئ الحقوق والسيادة بمعنى الكرامة الوطنية .

لذلك فلن تطرح قضية اعتقالك بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة المفاوضات ، لكن يا حسام بكفاحك وبقوة عزيمتك وعنادك المعهود ستفرض نفسك في المعادلة ، وان كانت معادلة ظالمة لك ومنحازة ضدك ، لانك بإرادتك وتحديك وإيمانك ستصوب الأمور لصالح الوطن والشعب ضد الاحتلال وأعوانه.

أخي حسام.

 ونتيجة مواقفك الجريئة وتحليلك المتزن أيقنت انك المعارض الأخطر من وجهة نظر القيادة المهيمنة والمتماهية مع الاحتلال على  ذبح الشعب الفلسطيني وكسر إرادته عسكرياً، فالاحتلال يذبح شعبنا عسكرياً أما القيادة المهيمنة والفردية فإنها تذبح شعبنا قهراً وظلماً وسياسيا بسلاح الفاسدين والمفسدين .

أخي حسام .

ثق تماما انك تحتل مساحة واسعة في قلوب  شريحة واسعة,وعقول  نوعية متميزة من الناس,وتشكل ثقلاً معنوياً ووطنياً لما تمثل من روح العطاء والتحدي والكبرياء ، وكما كنت خارج المعتقل متحديا من خلال انحيازك لقضايا المحرومين من أبناء شعبك فانك يا حسام ما زلت وستبقى المدافع الأقوى والأصدق عن حقوق اللاجئين المحرومين من وطنهم وفي وطنهم مدافعاً عن حق عودتهم إلى فلسطين التاريخية.

فنحن أحوج ما نكون إليك لنكمل المشوار الطويل معا ،ً وأنت كذلك أحوج ما تكون بحاجة إلينا لنفك عنك حصار ذوي القربى الأعدى عليك وعلينا من الأعداء أنفسهم .

فنحن على موعد معك وأنت على موعد معنا ان كنت خارج المعتقل أو داخله  فمعتقداتك الآن أقوى من قبل لانك تحررت من نكد الفاسدين والمفسدين وقيادات الصدفة و غفلة الزمن ومقاولي الإقطاع التنظيمي .

ولأن أمثالك هم القادرون على صون الانتفاضة والمسيرة بعيدا عن مشاريع الأعداء وبدون مشاركتهم .لانك أول من دق على جدران  الخزان, وعلّق الجرس ضد العابثين والمخربين ورموز الفساد مسترشداً بمنهج ثوري لاصلاح شامل وجذري ومتكامل للمجتمع والمؤسسات وكم نحن بحاجة لأمثالك في هذا الوقت الصعب للوقوف بوجه أصحاب المشاريع السوداء لجرنا إلى صراع يفيد العدو ويبقيه على صدورنا ، وضد كل المستفيدين من وضعنا البائس والمأزوم لتمرير مشاريعهم المتماهية مع مشاريع الأعداء .

أنت الأجرأ على كشف ماتخفيه الأقنعة لشرح موقف أمريكا ، لأنها تريد من خلال العرب تنفيذ ما عجز عنه الاحتلال وكذلك تنفيذ ما تريده السلطة لتحقيق أمن الاحتلال وترسيخ استيطانه في الضفة لانجاح خطة شارون إخلاء نصف غزة مقابل تهويد الضفة .

لا أطيل عليك, ولكن نحن على موعد معك وأنت على موعد معنا لنقاوم من يلعب في الظلام مع آفي ريختر واهارون زئيفي ويوسي بيلين لتمرير الحلول التصفوية ، وشطب جوهر القضية ( حق العودة ) ومشاركة الأعداء في تنفيذ البنود السرية من اتفاق العار اتفاق أوسلو لتصفية القضية والمقاومة والمقاومين .

أخي حسام

أخيراً إنني واثق من انك لن ترضى ، وانت المعتقل حاليا ولتأثيرك على قطاع واسع من حركة فتح ، بتشويه تاريخ حركة فتح وتحويلها إلى حزب سياسي ( انجيوزي ) متأسرل ومتأمرك نهجاً وممارسة لتشويه وتزوير وعي شعبنا, فهناك رموز في مركزية فتح وآخرون في الأطر التنظيمية الأدنى يسعون بشكل واسع ومكثف لهذا التحول من خلال ورشات العمل مع الدول الأوروبية لكوادر الحركة .

حسام .

التاريخ سيذكر القيادة التي تفرّط بحقوق شعبها وتسويق وهم السلام في سطرين . وكذلك التاريخ لا يرحم وسيلعن العاجزين عن التصدي لتلك القيادة ومنعها من تحقيق مشروع الأعداء في ملايين الصفحات .

 كذلك يا حسام إن استطاع المجلس التشريعي أن يُحيي حياة نيابية في فلسطين فان التاريخ سيذكره في سطرين ، أما إذا فشل في فضح ما يحاك ضد مقاومة الشعب الفلسطيني من اتفاق أمنى وتقاسم وظيفي ومطاردة ساخنة للمقاومين فان التاريخ سيلعنه في ملايين الصفحات .

حسام ......... إلى اللقاء

وان خير الزاد هو التقوى والأيمان بالنصر

وسننتصر سويا في معركة الإرادات .

بقلم : العميد يوسف شرقاوي

عسكري فلسطيني متقاعد يقيم في بيت لحم.

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com