اسمك يشبه المفتاح

 ليس بعد، لم تنته التحية الفلسطينية...لم نر الحمام ، غيمةٌ تقفُ كصخرةٍ فوق رؤوسنا

سماؤنا صحراء وحديثنا صامت وجنازات...

 ليس بعد...

لم ينزلُ النصُّ على غارنا...هربت الملائكة واستقر الخوفُ في الكلام...

على القبائل المتناحرة أن تضع سيوفها،وتعلن أن فارس الحقيقة ينزف كمخيمٍ في الذاكرة..يطل على صليبه العالي...يرانا...يحاول ان ينام...

ايها النائب اللاجئ...الاسيرُ الحقيقيُّ الغائب قسراً...الحاضر في الموقفِ، الواضحِ المكشوفِ للذبحِ...المتجمع في الوريدِ، المسفوكِ دوماً في الغمام...

 

لا بأس...

للزنزانةِ اربعة جدران،ويكفيكَ ان اسمكَ هو المفتاح...ضوء القلب هو الوطن وليست الجغرافيا،وأنت لم تسافر في المؤبد والمجهول وللشواطئ البعيدة...ارادوا ان يسحبوك الى الخلفِ فانطلقت الى الامام..

لا بأس...يا حسام...

نهرٌ يصبُّ فيك وجيل يتجدد

هو العشبُ اخضرٌ والزنزانة ماء

 

لا بأس...

لم يذكروك في المجلس الثوري، لم يفتحوا كتابك ليقرأوا فيك الشهيد وصوت الوفاء..

لا بأس..

سرقوا يديكَ...ربطوهما...ليبنوا سلامهم المشبوهَ،فانفجر الفساد في القصرِ...قبروك عميقاً ليظلوا اباطرة الحرب والمال...اللاعبين بين سلام الاحتلالِ وسلام الامراء...

 لا بأس...

الوردةُ تتفتحُ والقمرُ مكتملٌ في عينيك

هذا حديث الحصانِ للمدى والسماء

هذا حديثُ الليل في بئر السبع للندى

هذا حديثُ الخبز وصوت الفقراء

 ليس بعد:

لم ينتصر المدفعُ على العشبِ والنشيد

لم نبكِ على الديارِ ونرثي الهوية

اسألوا الرجال المكبلين بالملحِ والشمسِ

اسألوا كيف يفلُّ الصبرُ سلاسل الحديد

اسألوا الجلاد كم سيبقى في "جيتو" المعسكرات

رأيتهم قال حسام خضر:

يخرجون من تراب الارضِ

شهيداً يمسك شهيداً...

رأيتهم طيوراً تحلق في فضاء القدسِ

رأيت المخيم يتحررُ من "كرت" الإعاشةِ

وأربعمئة  قريةٍ تغسلُ جدائلها على البئرِ

رأيتُ بلاطة

رأيتُ جنين

رأيتُ الدهيشة

رأيتُ الوحدات

رأيتُ البعيدَ صار قريباً

رأيتهم يخرجون من تراب الارضِ

شهيداً يمسك شهيداً ...

 لا بأس...

الرملُ والملحُ وجوع السنين

قيدٌ في يدك ام قيدٌ في عين الفاسدين

ان تسجن، او تموت، هنا

بين الطين والرملِ

في الشارع او في الحارة

قرب أي سنسلةٍ او تحت أي زيتونة

ان تسجن او تموت هنا

هذا ما تريد

 ليس بعد...

لم تنته التحية الفلسطينية، لم نر الحمام

وَصَلْتَ ظلام الزنزانة ولم تصل الوزير

اخذت المخيم الى الحربِ

خرقت الجدار العنصري

وانتهكت اتفاقيات سلام الشجعان

دخلت اليهم يتقاسمون دمك شركات شركات...

يوزعون لحمك كما يوزعون الطحين

ارسلوك الى المعتقل لتجف الفكرة

فعدت من المعتقل سفيراً او ضميراً

 ليس بعد:

لست رقماً على قميصٍ بني

هي أغنية لا تتوقفُ في الجفاف

هي أغنية، لا صدى...

هي ما قالته امك للغريبِ:

اشارت الى ولدٍ يلعبُ في الزقاق

هذا ولدي، هذا نقيضك التاريخي

هذا سرُّ الخميرة وحارس الامنية...

هذا حسام...

ليس بعد...لم تنته التحية الفلسطينية...لم نر الحمام

 

انتهى

  • عيسى قراقع

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com