حسام خضر: موقف ضد الفساد 

 عرفت السيد حسام خضر منذ أن كان طالبا في جامعة النجاح الوطنية. عرفته طالبا نشيطا في الساحة السياسية،وملتزما بالقضية الفلسطينية وبخاصة فيما يتعلق بحق اللاجئين في العودة. إنه من سكان مخيم بلاطة بالقرب من نابلس، لكنه كان يعرّف نفسه بأنه من مواليد قرية كفر رمان،وأن بلده الأصلي يافا .

امتد نشاط حسام خارج أسوار الجامعة، ليشمل مواقع اجتماعية وسياسية داخل المخيم وخارجه. وعرف عنه الانتماء لحركة فتح التي اعتبرها رائدة التحرير،والذراع القوية للشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتواصلة. وتحت وطأة الإعلام والتصريحات الساخنة التي كان يطلقها قادة فلسطينيون، ظن أن التحرير أصبح قاب قوسين أو أدنى. لم يكن هذا الظن حكراً على حسام، بل إن جماهير فلسطينية غفيرة شاركته فيه.

مع انتخابه للمجلس الفلسطيني (التشريعي) عام ستة وتسعين وتسعمئة وألف، أصبح حسام يرى الأمور من الداخل، وبدأت الصورة المرسومة في خلده عن الثورة والثوار تتغير. لم يكن الأمر سهلا حيث أنه يصعب على الإنسان أن يرى أموراً تتجاوز ما آمن به أو تتناقض معه. رأى الاختلاسات المالية والفساد الإداري بكافة أشكاله،والانشغال الكبير بالمصالح الذاتية،والتآمر الداخلي،وسمع الأكاذيب والأباطيل، وشاهد دهاليز التآمر على الوطن والتعاون مع الصهاينة، ولا حظ السقوط الأخلاقي،والتمرغ في أعمال المشروبات المسكرة والدعارة المبتذلة.

لم يكفر حسام بالوطن، ولم تكن ردة فعله إحباطية وخنوعية وانعزالية، فقرر أن يتحدى استمراراً لعهده الأول الذي كان فيه مدافعا عن القضية الفلسطينية. أدرك حسام أن المهمة أصعب بكثير مما تصور، وأن المعركة لا تقتصر على العدو الصهيوني وإنما تشمل أيضا عدوا داخليا يعمل على انتهاك حقوق الناس،واختلاسها،ويبث الفرقة والكراهية بين الناس،ويفتت النسيجين الاجتماعي والأخلاقي. وإذا كانت آماله في بدايات عهده بالنشاط العام واسعة وعريضة، فإنه أخذ يدرك أن نيلها يتطلب جهودا مضاعفة وأكثر بكثير مما يمكن أن يخطر على البال.

لم يتراجع محبطا، وإنما ثقلت رأسه بهموم جديدة كما هي حال الغيورين على هذا الوطن،وعلى مصالح الشعب. وسع نشاطاته، لكن ضمن رؤية جديدة تبتعد عن تلك القيادات التي رآها مهترئة تماما،ومناقضة للصور القديمة التي أكلتها الممارسات السيئة. ولهذا أخذ بشن حملة واسعة ضد الفساد والفاسدين والمفسدين. لقد كان جريئا في طرحه،ووضع إصبعه تماما على الجرح،وعلى سبب المأساة الداخلية التي تضعف الشعب الفلسطيني لصالح الصهاينة المحتلين.

سمعته مرارا عبر وسائل إعلام مختلفة، ولم يتردد في تحميل عرفات شخصيا مسؤولية ما يجري. وقد كان لحديثه وشجاعته وقع طيب في نفوس الناس. كنت أسمع تعليقات الناس في مواطن سفري المتواصل داخل "الضفة الغربية" يمتدحون آراءه،وتعليقاته،وجرأته في طرح المواضيع الساخنة. كانوا يقولون إنه "يفش الخلق ويقول الحق."

لم يكن الأمر هينا حيث أن الخشية من القيام بعمل ما ضد حسام كانت واردة باستمرار. صوته كان عاليا، ولا بد أن عيونا كثيرة كانت تنظر إليه بعداء،وتنتظر يوما للانتقام منه. وليس من المستبعد أن أعداءه الداخليين قد تعاونوا بشكل أو بآخر مع العدو الصهيوني للنيل منه. وها هو يقبع في السجون الصهيونية معزولا منذ حوالي عام.

لكنني أخذت على حسام أمرين: أولهما أنه تخلى عن توقيعه على بيان العشرين في اليوم الأول لنشر البيان علما أنه كان يتمتع بحصانة ضد الاعتقال. والثاني أنه لم يتعاون جيدا مع زملائه المنتقدين للفساد في المجلس الفلسطيني. لا أعرف تماما سبب ضعف التعاون، أهو بسببه أم بسبب الآخرين، إلا أنني كمواطن كنت أفضل أن أرى تعاونا واسعا بين العدد القليل من أعضاء المجلس الفلسطيني الذين وقفوا مع شعبهم وليس مع القيادة.

  • الدكتور عبد الستار قاسم

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com