على ضوء الإفراج عن العتبة وأبو علي وحسام
نطالب بإغلاق ملف الأسرى !!

بقلم: عدنان السمّان
          قبل أن يفرَج عن هذه الدفعة من الأسرى البالغ عددها مئة وتسعة وتسعين أسيرًا من أصل أكثر من أحد عشر ألفًا  وسبعمئة أسير وأسيرة .. كان هؤلاء قد اعتَقلوا مثلهم من قرى هذه البلاد ومدنها ومخيماتها .. وبدلاً من الإفراج الفوري عن هذه الدفعة ، والشروع بتحضير أسماء الدفعة الثانية والثالثة حتى الدفعة الأخيرة ، وإقفال هذا الملف خلال فترة زمنية وجيزة كي يصار بعدها لإقفال سائر الملفات المزمنة في حياة هذه الديار على قاعدة عودة الحقوق إلى أصحابها ، وصنع السلام العادل الدائم المقنع المشرف الذي يضمن العيش الآمن الحر الكريم لشعوب هذه المنطقة المتفجرة من العالم .. بدلاً من هذا كله وبدلاً من السير بهذه المنطقة نحو شاطئ العدل والعزة والكرامة والإعمار والبناء والتقدم راحوا يصعّدون من حملاتهم اليومية لاعتقال مزيد من المواطنين ، والتوسع العمودي في بناء السجون والمعتقلات بعد أن ضاقت بها أفقيًّا هذه الأرض على رَحبها !!

          وإذا كانت هذه هي أهدافهم وتوجهاتهم خلال المرحلة أو المراحل القادمة من حياة هذا الشعب ، وإذا كان بناء السجون والمعتقلات متعددة الأهداف والمرامي والطبقات والغايات هو السمة التي ستميز حياتنا في هذه الديار ، بحيث يمكن استيعاب أهل هذه البلدة ، أو ذاك المخيم ، وأهل هذا الحي أو ذاك من هذه المدينة أو تلك في عدد من المباني التي يصعب على كل من يعنيهم الأمر تمييزها عن غيرها من المباني ، فما معنى الإفراج عن هذه الدفعة من الأسرى ؟ وما معنى خطوة كهذه ، وما الفائدة منها إذا لم تتبعها خطوات سريعة وصولاً إلى تحرير سائر الأسرى ، وإقفال هذا الملف ، وتحريم الاعتقال السياسي مهما كانت الظروف ، ومهما كانت الأسباب والأحوال ؟؟

          إننا نهنئ الإخوة والرفاق المفرَج عنهم ، ونرحب بهم أجمل ترحيب ، ونهنئ ذويهم ، وشعبنا كله بعودتهم إلى أحضان عائلاتهم ، وإلى مواقع العمل المتقدمة في صفوف هذا الشعب المكافح  من أجل الحرية والعزة منذ مطلع العصر الحديث .. وإننا فرحون يقينًا في هذا اليوم الذي عاد فيه شيخ الأسرى وعميدهم لا في مدينة نابلس وفلسطين فحسب ، وإنما في هذا العالم أجمع !! فرحون بعودة سعيد العتبة إلى أمه وأسرته وشعبه بعد إحدى وثلاثين عامًا وشهرين من الاعتقال المتواصل .. فرحون بعودة (أبو علي يطا) إلى أسرته وإلى جبل الخليل الأشم بعد اعتقال طويل بلغ ثمانية وعشرين عامًا في ظروف اعتقالية تشيب لهولها سود النواصي !! ونحن – بدون شك – فرحون بعودة حسام خضر إلى مخيمه وأسرته : والدته وابنتيه ووحيده أحمد وشقيقاته وأشقائه .. فرحون بعودة هذا القائد إلى موقعه في قلب مخيم بلاطة مدافعًا عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين ... نحن - بدون شك – فرحون بعودة هذه الدفعة من الأسرى إلى أحضان هذا الشعب الصابر الذي أنجب هؤلاء الأباة ، وظل يعمل من أجل الإفراج عنهم وسيظل يعمل حتى الإفراج عن آخر أسير من أسرى هذا الشعب ، وإغلاق هذا الملف ، وسيظل يعمل حتى تحقيق الأهداف في الحرية والتحرر والعودة وتقرير المصير .

          نطالب بإغلاق ملف الأسرى ، والإفراج عنهم دون استثناء ، وإلى أن ياتي هذا اليوم الذي نرجو أن لا يكون بعيدًا ، فإننا نطالب بضرورة الإفراج الفوري عن النساء والأطفال والشيوخ والمرضى ، وعن ممثلي الشعب المنتخبين دون استثناء أو تمييز ... نطالب بتحسين ظروف اعتقال سائر المعتقلين ، وبتخفيف الأعباء المالية عن ذويهم في ظل هذه الأحوال الاقتصادية المتردية ، وفي ظل هذا الغلاء الرهيب الذي يعصف بالناس في هذه الديار ، وفي ظل هذه البطالة التي تلقي بظلالها على الغالبية العظمى من فلاّحي هذا الشعب وعماله ، وصناعييه ، وتجاره ، وسائر فئاته العاملة ... نطالب باحترام إنسانية الإنسان ، وبالكف عن كل هذه الممارسات المسيئة لهؤلاء الأسرى ، فهم طلائع هذا الشعب المطالب بالحرية والتحرر والاستقلال .

 

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com