حسام خضر طليقا...

بقلم: * أنور حمام

كم كان مفرحا نبأ الإفراج عن الأسرى البالغ عددهم مئة وتسع وتسعون أسيرا، وفي مقدمتهم حسام خضر وسعيد العتبة وأبو علي يطا وآخرون من أسرانا الأنبل والأطهر والأنقى، وفرحتي تكمن في كون أن هؤلاء القادة الأسرى المحررين يقع على عاتقهم مهمات جسام اجتماعيا وسياسيا وتنظيما وحزبيا، وهم بالتالي سيشكلون روافع حقيقية للبناء الوطني في هذه المرحلة الحساسة والقاتلة من حياة شعبنا وقضيتنا.

فحسام خضر، صاحب أول راية في رايات العمل بقضية اللاجئين،  والناقد الفذ، والمحارب بلا هوادة لكل مظاهر الخلل، مطلوب منه أن يدرك ويستوعب المرحلة وان يكون قائدا بامتياز، فالساحة عطشى لهذه النوعية الفريدة من الرجال القادرة على حشد الناس حول أفكارها، كون حسام ظل دوما ملتصقا بالناس وهمومهم، لم يغادر السكن لخارج المخيم بل ظل ابن مخيم بلاطة وحارة يافا التي أسماها هو نفسه كذلك، وقام بالمقاومة الفعلية التي دفع مقابلها أثمان حقيقية في غياهب السجون ولسنوات طويلة، مطلوب من خضر مهمات تنظيمية فتحاوية عاجلة، يجب أن يكون رافعة حقيقية للعمل الفتحاوي باتجاه عقد المؤتمر العام، وعلى حركة فتح أن تدرك كم لهذا الرجل تأثير واحترام وهيبة داخل مخيمات اللاجئين في الوطن والشتات، كل ذلك بفضل مواقفه المحترمة والصادقة والقريبة من قلوب الناس والجماهير، ومطلوب من حسام أن يكون محارب عنيدا ضد الانقلاب والانقسام والذي شطر الوطن وأدمى القلوب وضرب القضية الوطنية الفلسطينية "في مقتل"، على حسام أن لا يغرق في الصنمية الزائفة بل عليه أن يكون كما هو متوقع رجلا نقديا كما عودنا يحترم المؤسسة ويحترم الديمقراطية والتعددية والنظام ويطالب بإصلاحها من الداخل وعلى مراحل وبالتدريج.

ومطلوب من حسام مهام كبرى فيما يخص قضية اللاجئين، فكونه أول مؤسس لأول لجنة جماهيرية للدفاع عن حقوق اللاجئين منذ العام 1994، فمطلوب من حسام ان يكمل الجهد الذي أنجز لغاية الآن والذي رغم غيابه في السجون فقد كان دوما حاضرا بمواقفه وأفكاره التي كان تخرج عنوة من أقبية السجون والزنازين، وهنا لا بد من التأكيد على أن حركة اللاجئين تحتاج لدعم مطلق وخصوصا تطوير الائتلاف الفلسطيني لحق العودة ودعم العملية التنسيقية لهذا الائتلاف الذي هو أول محاولة جريئة من قبل اللاجئين ومؤسساتهم ولجانهم لتطوير العمل وتوحيد المفاهيم وتنسيق النشاطات والفعاليات.

أعتقد أن على حركة فتح وعلى فعاليات اللاجئين أن يدركوا تماما أن حسام هبة كبرى في هذا الزمن الرديء، وهم ينتمي لجيل القادة العظام الذين قل مثيل لهم، وعلى خضر أن يدرك أيضا ان فتح هي البيت الأرحب والأكبر وان فتح بهمة الصادقين قادرة على النهوض، وان قضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية ولن يكون هناك حياة لأي حل سيحاول القفز عن حقوق اللاجئين بالعودة واستعادة الممتلكات.

وأخير مطلوب من حسام كذلك مهام عائلية أيضا، فالأولاد ينتظرون بالبيت لاحتضان أب كان دوما ملهماً لهم فكانوا نموذجاً في التفوق والأدب وحسن التربية، إنني انتظر لحظة عناق هؤلاء الأولاد لأبيهم بعد هذا الفراق الصعب.

 

* كاتب فلسطيني

anwerhm@hotmail.com

 

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com