في الذكرى الرابعة لاعتقال حسام خضر

الأسرى.. مفتاح الحل

بقلم: أ/عدنان السمان

    الحروب والصراعات والمنازعات تؤدي – في العادة – إلى وقوع القتلى والجرحى والأسرى في ساحاتها وميادينها المختلفة .. أما القتلى فيرحمهم الله.. وأما الجرحى فتتولى أمورهم ملائكة الرحمة.. وأما الأسرى فتُحل قضاياهم ويُفترض أن يعودوا لذويهم خلال المعارك والحروب في بعض الأحيان، وبُعيد توقفها في بعضها الآخر، وبعد انتهائها في كثير من الأحيان... إن قضية الأسرى – في الغالب – تنتهي، ويُقفل ملفّها بعد توقف المعارك، وبعد أن تضع الحرب أوزارها.. فيعود الأسرى ضمن عمليات منتظمة بإشراف دولي إلى أسرهم وذويهم بسلام.

    وقد تتجدد الحروب والمعارك ، وقد تستمر الصراعات والمنازعات دون حلول مدداً طويلة من الزمن.. وقد تحدث اجتياحات،واحتلالات، ثم تتعثر الحلول لاختلاف وجهات النظر، أو لتعنت هذا الطرف، وتشدده، وتمسكه بشروطه ومواقفه.. ويطول الزمن، وتنشط المقاومة، وتنشط أيضاً محاولات قمعها من قبل المحتلين.. وتكثر بالتالي عمليات الاعتقال بهدف وقف المقاومة أو إضعافها.. فيرتفع عدد الأسرى والمعتقلين، ويرتفع كذلك عدد الموقوفين إداريَّاً.. وتزداد معاناة الناس، وتحرص كثير من قيادات المقاومة على إحداث اختراق هنا أو هناك بهدف إرغام ذاك الطرف على عقد صفقة لتبادل الأسرى تخفف قليلاً أو كثيراً من معاناة الأمهات، وترفع كثيراً أو قليلاً من تلك الهمم والعزائم والمعنويات.. وبين حرص هذا الفريق، ورغبته الجامحة في تحقيق هذا الهدف، وتمنّع ذاك الطرف ولجوئه إلى المراوغة، وممارسة الضغوط، وسياسة الإملاءات والتهديد، والبحث عن وسيلة هنا، ووسيلة هناك، وإصراره على عدم تكرار ما قد سلف تُبذل جهود ومساع للخروج من هذه "الأزمة"، وإغلاق ملف هؤلاء المخطوفين دون أن يلوح في الأفق ما يشير إلى ملف أولئك الأسرى الذين مضى على أسر بعضهم واحد وثلاثون عاماً.. في الوقت الذي بلغ فيه عددهم أكثر من عشرة آلاف أسير يضاف إليه في كل يوم كثير من الأسرى الجدد، ولا سيما خلال العام الماضي (الذي أطلق عليه حسام خضر عام الأسرى) وحتى يومنا هذا من عامنا هذا.. ولا ندري يقيناً كم بلغ عددهم اليوم، وإن كنا نكتفي بالقول إنه أكثر من عشرة آلاف بما في ذلك كثير من النساء والأطفال والشيوخ والمرضى.

    وإذا كان الصراع في هذه المنطقة من العالم وفي هذه الديار بالذات صراعاً مختلفاً في أشكاله، ومضامينه، وتداعياته، وأسبابه، وطبيعة أطرافه.. وإذا كان هذا الصراع مرشحاً للاستمرار سنوات طويلة أخرى فإن المراقبين والمحللين السياسيين يبحثون في هذه القضية الشائكة ، بل القضايا الشائكة، عن طرف الخيط الذي قد يوصل إلى الفرج أو الانفراج، والتخفيف من شدة التأزم والاحتقان الذي يغشى البيت والشارع وكل مكان في هذه الديار.. فلا تكاد عيونهم ترتفع عن هذا الملف، ولا يكاد اهتمامهم يتوقف عن التفكير بهؤلاء الأسرى نظراً للأبعاد الكثيرة التي تنطوي عليها قضيتهم لتجعل منها مفتاح الحل الذي يحلم به كثير من الآباء، وكثير من الأمهات، وكثير من الأخوات، وكثير من الإخوة  في كل بيت وبيت من بيوت هذا الوطن الغارق في الحزن والعتمة حتى أذنيه..ومن المتعقلات والسجون ترتفع أصوات الأسرى مطالبة أن يكون هذا العام عام الأسرى .. حسام خضر يصرخ من أسره : يجب أن يّفرج في الحال عن كل الأسيرات,والأشبال,والشيوخ,والمرضى,كما يجب أن يكون هذا العام عام الأسير الفلسطيني,يجب أن يغلق هذا الملف,يجب أن يمحى هذا العار,يجب أن يعود الإخوة والرفاق إلى بيوتهم وعائلاتهم.     

    كثير من المراقبين والمحللين السياسيين إذن يرون أنه قد بات من الضروري والملحّ أن توجَّه الجهود كل الجهود في هذه الأيام لإحداث انطلاقة تعيد إلى الناس في هذه الديار شيئاً من الأمل والتفاؤل والثقة.. وإنني أرى أن هذه الانطلاقة لا بد أن تكون هنا في هذا الملف الذي آن له أن يُغلق.. فملف الأسرى أولاً، وملف الأسرى ثانياً، وملف الأسرى قبل كل اعتبار.. لأنه – في تقديري – سيفتح الباب أمام مزيد من العمل، ومزيد من النجاح في سبيل حل هذه القضية حلاً عادلاً.. إن النجاح غالباً ما يؤدي إلى النجاح.. وإن التفاؤل يقود إلى مزيد من التفاؤل.. وإن الثقة بالمستقبل تولّد مزيداً من الثقة ، ومزيداً من الإصرار على تخطي العقبات، وتجاوز الصعاب والعثرات والنكبات...

    إن الإفراج عن الأسرى جميعاً من شأنه أن يفتح المجال واسعاً أمام حل هذه القضية.. ومن شأنه أن يعيد الحقوق إلى أصحابها.. ومن شأنه أن يسفر في نهاية المطاف عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.. ومن شأنه أن يسفر في النهاية عن عودة اللاجئين الفلسطينيين.. وباختصار فإن قضية الأسرى هي في الحقيقة مفتاح الحل إذا نحن أحسنّا استعمال هذا المفتاح.. وإذا نحن تحلينا بقليل من الحكمة والشجاعة وحسن التصرف... وإلى غلاة المتشددين الذين يريدون لأنفسهم كل شيء، ولا يعترفون لغيرهم بشيء نقول: إنكم مخطئون، وإنكم واهمون إذا كنتم تعتقدون إن بإمكانكم تحقيق كل هذه المطالب والأهداف التي تداعب خيالكم.. والتاريخ أكبر شاهد على صحة ما نقول.. إن من يريد أن يعيش في هذه الديار، بل في هذه المنطقة من العالم عليه أن يعلم أن أهل هذه الديار لا يمكن أن يخضعوا للضغوط الإملاءات والشروط المذلة، ولا  يمكن أن يستجيبوا إلا لسلطان العدل والعقل والحق والضمير...

    إن سياسة التجويع، والإمعان في تجريد هذا الشعب من حقوقه ، ومقومات شخصيته لا يمكن أن تكون أساساً لصنع السلام الذي تطمح إليه شعوب هذه المنطقة... وأخيراً فإننا نرجو أن يكون هذا العام هو عام الأسرى.. عام إغلاق هذا الملف إلى الأبد.. وإننا في الوقت ذاته نقول إن في هذه الديار متسعاً لكل أبنائها.. وإنَّ العقلاء لا يمكن أن يعدموا الوسيلة للتوصل إلى الحلول، والخروج من الأزمات، والعيش بمحبة وتقدم واحترام.

12/3/2007

الكاتب في سطور

عدنان السمان

سطور من سيرته .. وسيرته الذاتية

    أديب عربي فلسطيني كتب في مختلف فنون الأدب من شعر، ومقالة، وبحث، وقصة قصيرة ... كاتب عمود في مجلة البيادر السياسي، وعمود في جريدة "القدس" المقدسية (متابعات) كما كتب في كثير من الصحف والمجلات المحلية والعربية باسمه الصريح، وبأسماء مستعارة من أشهرها " أبو الأمين " في صحيفة "الاستقلال" الصادرة في قبرص، وفي غيرها من الصحف .. و"أيوب" و "أبو أسعد" في صحيفة "المنار" المقدسية التي كتب فيها مئات المقالات، وعمل فيها محرراً عدة سنوات... كما عمل محرراً في مجلة "الحصاد" التي كانت تصدر في رام الله، وكتب فيها كثيراً من المقالات، كما كتب في جريدة "البشير" التلحمية... وفي غيرها من الصحف والمجلات المحلية والعربية... عمل مدرّساً للغة العربية في عدد من كليات نابلس ومدارسها منذ العام أربعة وستين وتسعمئة وألف قبل أن يعمل في كلية نابلس من العام سبعة وثمانين وتسعمئة وألف مديراً لشؤون الطلبة، ومشرفاً فنيّاً، ومديراً مالياً وإدارياً، ومساعداً للعميد، وقائماً بأعماله، وممثل الكلية لدى قسم الامتحانات العامة في الضفة الغربية، ومجلس التعليم العالي الفلسطيني... تعكف دار الفاروق للطباعة والنشر في نابلس على مراجعة أعماله الأدبية، ومقالاته السياسية، والنقدية، والأدبية، والفكرية، وتحقيقاته الصحافية، وإعدادها للنشر.. وقد بلغت حصيلة هذه الأعمال اكثر من ثلاثة آلاف صفحة.. وهذا العدد يزداد كل يوم.. حاصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها.. متزوج، وله من الأبناء والحفدة عشرون، والعدد يزداد بين عام وآخر بعون الله.. لا يحب الادعاءات ، ويمقت من يتصفون بهذه الصفة الذميمة.. معروف بتواضعه، ووفائه للأوفياء الأكفياء من الناس، ومعروف أيضاً بحرصه على لغتنا العربية، وعلى الثقافة العربية الإسلامية.. يعكف على إعداد كتاب: أعلام من فلسطين .

    يلخّص انتماءه لفلسطين، وحبه لها في هذه الأبيات الرائعة من شعره:

فالقدس عاصمتي، ونابلس العلا
وإلى الخليل رنا الفؤاد صبابةً
الله يشهد يا جنينُ بأنني
ولنِعم مشتانا أريحا والمنى
ولنعم مصيفُنا "رام الله " والهوى
يا بيتَ لحم أنت مهد مسيحنا
في بيت ساحور ملاحمُ للعلا
يا طولكرمِ يا عروسَ كرومنا
بجوارك الأمجاد في قلقيلةٍ
وإذا فرغت فحيّ غزة هاشمٍ
أبناؤها الصِّيد الميامين الأولى
حيِّ المثلثَ والجليل وسبعنا

 

مهوى الفؤاد، وقد شددتُ رحالي
أرضَ البطولة لو علمتِ بحالي
أبكي فراقك ما خطرت ببالي
بالحب نزرعها وبالآمال
بلد الأسود ومصنع الأبطالِ
نور الهداية أنت للأجيال
قد خطها التاريخ في إجلال
ومروجِنا يا معقدَ الآمالِ
تاهت على الدنيا بطيب خصالِ
روحي هناك وعدّتي ورجالي
قهروا الغزاة بمهمةٍ ونضالِ
عشقي لحيفا مضربُ الأمثالِ

 

    وهي أبيات من قصيدة مطولة كتبها في العام ثمانية وثمانين عندما أعلن الراحل ياسر عرفات وثيقة استقلال فلسطين.. لم يميز في أدبه – كما في ممارساته العملية – بين قرية ومخيم ومدينة .. جميعها عنده سواء.. وكذلك المخيمات .. والمدن أيضاً لا فرق على الإطلاق بين قلقيلية ونابلس هذه الأبنة وهذه الأم! هذه مسقط رأسه وهذه حبيبته التي عاش معها ( ومازال، وسيبقى ) معظم أيام حياته، وأجملها.. ولا فرق على الاطلاق بينهما وبين القدس والخليل وغزة وسائر مدن الجليل والمثلث والنقب .. ومن هنا حسبه كثير من الناس "لاجئاً" لكثرة ما كتب في قضايا اللاجئين .. وإنه لكذلك.. كما حسبه كثير منهم مقدسيّاً.. وهو كذلك.. لكثرة ما كتب في قضايا القدس.. ألم نقل منذ البدء إنه أديب عربي فلسطيني؟ بهذا، وبكثير غيره من حميد الخصال والمزايا والصفات تميز أديبنا الكبير.. من ينابيع المحبة والتسامح ، والثبات ، والترفع عن الصغائر والصغار، والسهام الطائشة (التي لم تصب سوى أصحابها) استقى أديبنا أدبه كله من شعر ونثر... وعنوانه لمن كان معنيّاً بذلك:

نابلس / رفيديا/ خلف جامعة القدس

هاتف: 2342825/09

بريد الكتروني: adnan-al-samman@maktoob.com

أصدقاؤه ومحبوه

نابلس

14-2/2007

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com