وصلتني رسالتك يا حسام...

بقلم/ أ. عدنان السمان

       لست وحدك يا حسام من يدفع ثمن الحرية... ولستم وحدكم يا كل أسرى الحرية من يفعلون ذلك... فشعب الأضاحي هذا الذي أدمن الكبرياء، واغتذى لبان العزة والشموخ، وأدرك بذكائه الفطري... وحسه الوطني... أبعاد ما يُراد به منذ البدايات الأولى لنشأة قضيته، فرفض الضيم والجور، وتمرد على الظلم والهوان والطغيان، ورفع راية الثورة في كافة المجالات، وشتى الميادين... شعب الأضاحي هذا الذي تنتمون جميعا إليه يا كل أسرى الحرية مازال على عهد الإصرار والوفاء في كل معازله ومنافيه هنا على أرض الوطن، وهناك في كل ديار الغربة والشتات يصارع الباطل، ويقاوم العدوان، ويتصدى للطامعين... ويحارب بضراوة عل كل جبهات الفقر والقهر والجوع والحصار... والمصادرات والمداهمات والاعتقالات والاستيطان... وتمزيق الوطن... وفرض الحقائق الجديدة على الأرض في كل يوم... وتغيير معالم هذه الأرض، وتدمير حياة الإنسان .... وشعب الأضاحي هذا الذي تنتمون إليه يتصدى في الوقت نفسه لكل مظاهر الفساد والإفساد، والفوضى بكل أشكالها... كما يتصدى لهذه الطبقية الكريهة البغيضة المرعبة التي أخذت تعصف به، وتدمر حياة الفقراء الشرفاء من أبنائه في غياب المساءلة والمحاسبة وسيادة القانون... كل ذلك في محاولات يائسة محمومة لتركيع الناس وتيئيسهم، وإكراههم على التنازل عن كل شيء... وتجريدهم من كل شيء ...

       لست وحدك يا حسام... ولستم وحدكم يا كل أسرى الحرية من يدفع الثمن... فشعبنا كله معكم في هذا... ومخطئ من يظن أن هذا الشعب قد يتخلى عن خيرة أبنائه... ومخطئ من يظن أن من الممكن أن يكون هنالك حل أي حل بدون الإفراج عن الأسرى كافة وبدون أي استثناء... ومخطئ أيضا من يظن أن في هذا الشعب الصابر المرابط المتمرس بركوب الأهوال من يتنازل عن ثوابته ومسلماته التي يحفظها كل أبنائه عن ظهر قلب... وجدّ مخطئ من يظن أن أكبر قوة في العالم قادرة على قلب الحقائق، أو تغيير المفاهيم، أو الالتفاف على قرارات المجتمع الدولي، كل ما يمكن أن تفعله مثل تلك القوى بسلوكها العدواني  المنحاز هذا أنها تؤسس دائما لصراع جديد، وحروب جديدة... لأن الحل_ أي حل_ لا يمكن أن يفرض،ولا يمكن أن يدوم طويلا إن لم يكن منصفا مقنعا تعود معه الحقوق إلى أصحابها.

      وصلتني رسالتك يا حسام فقرأتها، وقرأتها... ورأيتك في كل كلمة من كلماتها، وفي كل سطر من سطورها... رأيتك_ كما عرفتك دائما_ ذلك الشاب الواثق اليقظ النشيط المتوقد الذي لا يحابي، ولا يجامل، ولا يخشى في الحق لومة لائم...رأيتك في سطور الرسالة يقينا يبدّد ظلام الشك... ونورا يحيل سواد الليل نهارا مبصراً.. وأملا يهزم جيوش اليأس... رأيتك إصراراً وقوةً وأملاً مشرقاً، ولسان صدق يا حسام... رأيتك ممثلاً حقيقيا من ممثلي هذا الشعب العربي الفلسطيني الماجد... رأيتك_ كما أنت، وكما كنت دائما، وستكون_ حساماً مقاتلاً في سبيل حق العودة مدافعاً أبداً عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين...رأيتك مواطناً شهماً جواداً... وأباً حنوناً، وابناً باراً، ومعلّماً أتقن الفعل والقول على حد سواء.

       وصلتني رسالتك يا حسام...وها أنا أكتب رسالتي إليك على الفور مؤكداً على أنكم ملء العين والسمع والفؤاد، وسأرسلها إلى " القدس " التي نفخر بها ونفاخر "تكرم عينك يا حسام" ولن يكون لك إلا ما تريد...

      أريد أن تكون رسالتك إلى "أماني" كرسائل جواهر لال نهرو إلى ابنته ... " إنديرا" لا أريد أن        ترعبها وتخيفها أكثر مما ينبغي... فالدنيا بخير، ولن تكون "أماني" وشقيقتها وشقيقها إلا في العيون، وفي حبات العيون يا أبا أحمد... فاهدأ وقر عيناً ولا تحزن...

      الأهل جميعاً بخير... والإخوان أيضا بخير... هم جميعا يهدونكم السلام... ويصرّون على ترشيحكم لعضوية المجلس التشريعي... وإلى أن يجعل الله لكم من بعد العسر يسراً... ومن بعد الشدة فرجاً... ومن أمركم هذا مخرجا في ظل سلام عادل دائم مشرف يعيد الحقوق إلى أصحابها، وينعم الناس في رحابه بالأمن والأمان والحرية والاستقرار لكم صافي مودتي، وخالص محبتي، وعظيم تحيتي.

 

 نابلس في 18/8/2005

 

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com