 |
|
نواف العامر |
برقيات اعتقالية
وسجون الباغي لدمار
لا بد
بأنك زرت سجون... كي تعرف ان الموت حنون.... سجن في شرق بلادي ...
سجن في غرب بلادي.... سجن هي كل بلادي.... سجن سجان وعيون.... كلمات
تغنى منذ سنوات ليست تنساب على جداول ألسنة الفنانين بل ترانيم الوجع
تزفه صدور أسودنا الرابضة خلف القضبان وتجفل منه قلوب الخانعين
وتنخلع له عروق البائعين السماسرة أبعد من متاهات جنيف وتختنق بين
سراديب الوهم الصهيوني وتطيش لها عقول من اخذتهم العزة في بريق
الكاميرا وضوء" الفلاشا" فكانوا مأساة لانفسهم وحدث ولا حرج أو ان
شئت قل حرج ولا حدث.
من
افياء" سجن نابلس القديم" كانت شرارة تنجوا بالابطال نحو الجنيد"
الشامخة وتحلق نحو" بئر السبع" الرابض بالاسود والملتحف صبر
الصبار... تعانق زنازين القسوة في "طولكرم" وتأبى الاتكسار وتمضي
رويدا اعصارا تحاصر "هداريم "حيث تهدر الكرامة وما لانت لكم قناة .
يا"
شطة" هل غادر المحبون شواطيء العشق على ابوابك ؟ وهل رحلت اطيافنا عن
مفاتيح الجدران الموغلة في البطولة وما فتئت تغذ السير مسرعة نحو
الغارة تولول معها مصلحة الشاباص ولها خبج كخبج الحمار لا تلوي على
شيء .
"عسقلان
"... أواه يا رمال البلد الصفراء تحرق الايادي الخائفة ،عيوننا من
هناك تلعن قواميس الماكرين وتنهض العزيمة فولاذا يتحدى ... رمال تصفر
في صحارينا تنبسط لها اسارير" الابراش" وتضرب جنبات البطانية
الرمادية تتراقص فرحا افضل مرات ومرات من صفقة عفنة تغيب عن خاطر
طفلتك أخي فلا نامت اعين الجبناء.
"عسقلان"... تمضي جدائل الشعر الاسود منا نحو ثلجها البعيد وتقترب
المسافات خجلا من عزماتكم وقمتها الشامخة علوا يضاهي الهملايا وتتيتي
كاكا والانديز لتنحني امام الجرمق وتل العاصور جرزيما او عيبال تبرق
للشيخ يونس في حلحول انا قادمون.
"الرملة" يا رملتنا قومي زغردي لعرسنا يلوح مسرعا عاصفا .. هو يناجي
عبق النصر وامواج البحر العالي بالحرية الحمراء تدق كل باب يد مضرجة
.... رملتنا أه ما اصعب النوى ونحن وأياك قريبون منك لا نقدر على
الوصول ... الايدي تتزاحم رماتنا والبصمات لها صرير تخجل منه الاقلام
ويذوب حبر الصدق وتبتعد المباديء غاضبة نحو اعماق اليحار تصافح
اصدافها وما تعبنا .
يا"
فارعة " هي أنفاس الصبح تختلط بعبير البرتقال تأبى ان تبادل النورس
غدرا وترفض الرقصات خمرا وتجهد اللحظات جهدا وترمق الافاق بدرا وتعلن
الاصرار فجرا وتقبل الاحرار قبرا وتمشط الاوغاد نحرا...... يا فارعة
الطول ماذا اقول وفيك تعبت العمر عمرا وما رف من لساني حرفا وغرافة
العار تأمل مني لحظة النيام وأبيع أحبتي دهرا ... هيهات هيهات ما
رضعنا منك غدرا.
"نفخة"
يا رقمنا الصامد على جداول الارقام يحملها " كتسيم" العدد يتفقد
هادئا خابثا ،هل تظن الصخر تاب؟ هل تظن البحر نام موجه؟ هل ترد
العاشقات قصاصة من مولع ولهان؟ هل نتوب عن الوطن ؟ هل نعود لبوابة
اعتابها دمعات الصبايا تنتظر الاب والحبيب الشقيق يطرق عتبة الدار
بقبضة المنتصرين ؟ سلوا معزوز دلال وحريزات والعكاوي والراعي وابو
عكر وابو الفحم ... ما نسينا .. انت قد علمتنا .. بسمة المؤمن في وجه
الردى... يا شهيد.
"نقب
الانصار وانصار النقب "من قلاعه كلها نقتلع الخيام المهترئة ونصبر
على قربنا بك حتى يحكم الله ولا راد لحكمه ... نحن منك انت منا هو ذا
الشعار والنبض يعصف في حنايانا الجامحة وشرايين عيوننا المنتفضة ترحل
كل يوم" لتوقظ من تحنط في القبور" ...خذونا "نفتش في شرايين الملوك
عن الحمية والضمير".
كم
حفرنا على تربك اقاصيص الهوى العذري وعدا ؟ كم نصرنا هواك المسمم
بالاغراب ؟ كم مرة لثمنا وجهك الندي عهدا أبديا ؟ كم رملة تغزلت بها
الاشعار والمدائح تترا؟ كم قطرة عاشقة من أحاسيس الجوى تنزاح صخرة
صخرة ؟ كم مرة سهرنا والذئاب تعوي تتجدد معها الآهات شوقا؟ كم وكم
وكم.....!
وداعا
يا جدار" بيت ليد" .... كيف ألبسوك ثوبا من كفار يونا زورا وبهتانا ؟
قضبانك تحن لأبو فتحي عفانة والشيخ ياسين والديراني وعبيد وغيرهم....
ما نسيت زغرودة أمي يوم الزيارة وشارب أبي يهتز فرحا بفراخه الصغار
وريش الزغب ما عاد كما كان قد صاروا رجالا قومي هيئي لهم الموت شهادة
تطرب لها القلوب.
قد
أتينا أيها " الدامون" زحفا ، في" البوسطة" دون وجل ونغني للنصر
القادم من أم النور وحيفا وغزة هاشم ... مثل هبوب الريح عصفا ... مثل
ضوء الشمس صبحا.... مثل نور القمرا نورا.... من سهول المرج العامر
وسفوح التلال الحزينة واشجار البلوط والخروب في أم الريحان... من أم
الزينات فوج يقتحم اثر موج.... يا ويحنا هل نسينا؟ ما نسينا.
لحظات
الصبر تنادينا في" الجلمة" وتموج البشرى بكل بحناجرنا نعهد بالسر الى
الأسرى ونميط الوجه لوحات البرد الى البرد وتطيش الاسهم وتضج " القحة
" بزوايا " المعبار" وتطير النسمات على هون وبالعض على الجرح نحن
أدرى.... هو هو الوجه المقبوح في " السري المركز" يتوارى من سوء ما
بشر به.
مفتاح
الامل يا " بتاح تكفا" هم ارادوك بهذا المعنى ونحن اردناك لنا عروسا
نحتفي بزفافها عند طلاقها من الفاجر الافاك ... من كل زناة الليل
وغربان الجوف الفارغ والغدر هو الغدر والصبر هو الصبر والنصر هو
النصر فمن يصبر يا "مجدو" المجد الاروع.
في" بيت
ايل - عوفر - حوارة - سالم- عصيون –آساف هاروفيه – نيتسان – قدوميم
– المسكوبية – تلموند "يتأخر ميل الدقات والعقرب يترنح يا كل الدنيا
انا باقون ولن نخضع ولن نجزع ...ان غاز سيل أدمعنا فعيون الهمة لا
تدمع.
في
"أيلون الرملة" تغفوا الايام على ثلة خلسة وتنهض الشمس من بين
الاكتاف الناهضة ترسل التحايا والاشواق لعل ضوء البرق حمام الزاجل
بعد غياب الكل معا وفرادى ... هن أو قل هي رجل المرحلة لا تعطي بالا
للاغراء الناشب في القلب اظفاره ... هن الصويحبات المزمجرات ... هن
الجبال ... هن الرواسي ... هن الجذور وهل تحيا الاشجار دون تمرد
وتغوص الجذور في اوحالها كي تضحك التيجان وسجون الباغي لدمار لدمار.
* صحفي
فلسطيني " نابلس"
nawaf2024@yahoo.com
|
