أخبار و تقارير عن الحركة الاسيرة

مؤسسات حقوقية اسرائيلية تطالب بوضع السجن السري تحت الرقابة..
الاسير راغب بدر: "اخبروني انني تحت الارض ومرة في مركبة فضائية؟!"

كتب عيسى الشرباتي

طالبت مؤسسات حقوقية اسرائيلية في التماس قدمته الاحد 7 أيلول للمحكمة العليا في اسرائيل, الى وضع السجن السري المعروف باسم 1391 تحت الرقابة, والغاء السرية المفروضة عليه, مشيرة الى ان مجرد وجود سجن سري بعيد عن الرقابة انما يذكر بالدول الدكتاتورية التي تقيم معسكرات ومنشآت سرية للتعذيب واخفاء المعارضين والنشطاء السياسيين, وانه من المفارقات وجود مثل هذا السجن في دولة تدعي الديمقراطية هي اسرائيل.

وكانت الدولة العبرية قد اعترفت مؤخرا بوجود السجن المذكور, وانه موجود داخل منشاة عسكرية في وسط البلاد, وبسبب اهمية المنشاة وطبيعتها السرية فان السجن بالتالي سيخضع لهذه المعادلة.

وقد اثير الجدل مؤخرا حول طبيعة السجن السري وما يتعرض له المعتقلون هناك, وذلك بعد شهادات ادلى بها سجناء لبنانيون وفلسطينيون, لم يعرفوا الليل من النهار, خلال فترة التحقيق التي كانت تشهد فصولا من التعذيب الجسدي والنفسي.

وستقدم جمعية الدفاع عن الفرد في إسرائيل "هموكيد" في الايام القريبة التماسا للمحكمة العليا حول عدم قانونية وجود سجن سري في اسرائيل, وذلك بعد التخلي عن التماس سابق بكشف مصير معتقلين فلسطينيين, ابلغت الجمعية انهم كانوا يحتجزون في السجن المذكور ثم نقلوا الى اماكن اخرى.

وحسب مصادر اسرائيلية فان السجن السري "موجود في وسط اسرائيل وانه يقع داخل معسكر تشرف عليه الوحدة 504 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية", وانه خلال السنوات الاخيرة بدأ جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" بإدارته بعد اندلاع انتفاضة الاقصى, حيث يتم التحقيق مع نشطاء فلسطينيين هناك, كما جرى مع امين سر حركة فتح مروان البرغوثي.

وكانت عائلات فلسطينية قد تقدمت بشكاوي تشير الى اختفاء ابنائها المعتقلين, وكان الارض ابتلعتهم, دون ان يتمكن ممثلوا الصليب الاحمر من معرفة مصيرهم, او حتى المحامين الذين باءت جهودهم بالفشل, مما اكد على وجود منشاة سرية للاعتقال يحتجز فيها الفلسطينيون بعيدا عن الانظار واية رقابة مما يتيح لمحققي المخابرات ممارسة ضغوط اكثر على المعتقلين, وممارسة انواع مختلفة من التعذيب بحقهم.

وفقط في اعقاب توجه جمعية الدفاع عن الفرد "هموكيد" الى القضاء اعترفت ممثلة الدولة بوجود السجن المذكور مشيرة الى انه "موجود داخل معسكر سري تشرف عليه اجهزة الامن, وبسبب سرية المنشأة العسكرية يفرض حظر على نشر معلومات عن مكانه"، واضافت ممثلة الدولة الى بيانها هذا، تصريح من وزير الدفاع مأخوذ من احدى مواد قانون المحاكم العسكرية يعتبر فيه المنشأة سجن عسكري".

من جهتها طالبت اللجنة الشعبية لمناهضة التعذيب قبل ايام من رئيس الحكومة ووزير الدفاع والمستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية بالغاء وصف المنشأة 1391 بانها سجن عسكري, وعدم حجز أي مشتبه او موقوف او محكوم فيها, وطالب محامي اللجنة افيغدور فيلدمان "بتسليم السجن المذكور للشرطة العسكرية ووضعه تحت رقابة والسماح بادخال محامين وممثلي الصليب الاحمر, وممثلي المؤسسات الحقوقية وغيرهم".

وحسب المصادر الاسرائيلية "فان السجن المذكور الواقع داخل معسكر مبني من الباطون ويعود الى فترة الانتداب البريطاني, قد استخدم لفترة طويلة من قبل الوحدة 504 التابعة لجهاز الاستخبارات والتي كانت تشرف على معتقل الخيام في الجنوب اللبناني, وان الوحدة عمدت الى اجراء تحقيقات مع معتقلين لبنانيين وتجنيد البعض منهم داخل السجن السري, ومن بين اللبنانيين الذين تم التحقيق معهم هناك الشيخ عبد الكريم عبيد المسؤول في حزب الله الذي اختطفته قوة كوماندوس اسرائيلية من قرية جبشيت في الجنوب اللبناني بتاريخ28/7/ 1989, بالاضافة الى مصطفى الديراني الذي تم اختطافه بعد عدة سنوات في شهر ايار من العام 1994, وخلال اختطاف عبيد اسر معه احد حراسه الشخصيين وفتى لبناني كان يزور الشيخ يدعى هشام فحص لم يكن علاقة له بحزب الله, وقد بقي الفتى مختفيا عن الانظار وبعيدا عن الضوء, حتى امرت المحكمة العليا باطلاق سراحه في شهر 4/2000 الى جانب 13 لبنانيا كانت اسرائيل تحتجزهم بدون محاكمة او لوائح اتهام, وجميعهم دخلوا السجن السري".

وكشفت شهادة لاسير لبناني يدعى احمد بنجك اعتقل في المنطقة الحدودية عندما كان يحاول ادخال صاروخ "عن عمليات تنكيل وتعذيب شديدة تجري للمحتجزين, الذين يوضعون في زنانازين صغيرة مطلبة باللون الاسود, ولا يوجد لها أي شباك سوى مروحة صغيرة للتهوية في اعلى السقف, وان بعض المحققين يضربون الاسرى على اعضائهم التناسلية وان البعض تم الاعتداء عليه جنسيا".

وتضيف المصادر ذاتها "ان معظم المعتقلين الذين نقلوا للسجن السري كانوا لبنانيين, وهناك على الاقل ايرانيان, وعدد من العراقيين, لكن بعد اندلاع انتفاضة الاقصى نقل عدد كبير من الفلسطينيين للتحقيق هناك, واستلم جهاز الشاباك بالتعاون مع الاستخبارات عمليات التحقيق, كما توجه جهاز الاستخبارات لتجنيد فلسطينيين من المناطق, كما تبين بعد عملية قتل الضابط يهودا ادري نائب قائد الوحدة 504 في منطقة القدس والضفة الغربية من قبل فلسطيني يدعى حسن ابو شعيرة من بيت لحم في شهر 6/2001 على طريق الانفاق القريبة من مستوطنة جيلو".

وجاء في شهادة الاسير راغب بدر (38 عاماً) مدقق الحسابات من نابلس لاحدى المؤسسات الحقوقية حول السجن السري "اعتقلت في 10/12/2002 وبعد تحقيق استمر 31 يوما من قبل الشاباك في سجن بيتاح تكفا نقلت الى منشأة اعتقال سرية, وعندما تم نقلي عصبوا اعيني ووضعوا نظارات سوداء فوقها, ثم القوني على ارضية سيارة ووضعوا فوقي ايضا غطاء آخر, وطيلة مسافة الطريق لم اتمكن من معرفة اتجاه سير السيارة ولا المكان الذي نقلت اليه, وعند وصولي غطوا رأسي بكيس ثم وضعوني في زنزانة صغيرة مطلية باللون الاسود, وقد امضيت اربعين يوما حسب عدي للايام, لكنني لم اكن اعرف مكان وجودي وعندما كنت اسأل المحقق او الجنود, كانوا يخبرونني انني تحت الارض, او داخل غواصة, او في الفضاء الخارجي, او خارج حدود اسرائيل".

ويضيف بدر في شهادته "هناك جنود يلبسون ملابس عسكرية يخدمون في السجن, لكن لا يسمح للمعتقل برؤيتهم, وعندما يحاول فتح باب الزنزانة عليك وضع كيس على رأسك, ورفع الأيدي والاصطفاف نحو الحائط, وهكذا, وعندما يتم نقلك الى غرفة التحقيق يتم نفس الامر, وطيلة الفترة لا يسمح لك باستقبال أي محام, وداخل الزنزانة يوجد وعاء بلاستيك لقضاء الحاجة, ولا يسمح للسجين بالاستحمام, وانا بالنسبة لي كانت اول مرة استحم بها بعد 11 يوما وفقط لمدة خمس دقائق, لم يحضروا لي خلالها منشفة, وعندما توجهت الى القاضي لتميد فترة اعتقالي في سجن الجلمة, شرحت للقاضي الظروف الصعبة وانني لا املك ملابس ورائحتي كريهة, وعند رجوعي الى السجن السري اعطاني الجنود ملابس مستعملة لكنها جيدة ولم يعطوني منشفة".

وقالت عضو الكنيست الاسرائيلي زهافا جلؤون في تعقيبها على قضية السجن السري ورفض السماح لها بزيارته "لا يعقل ان يكون هناك سجناء لا يعرفون مكان احتجازهم, حتى عائلاتهم ومحاميهم لا يعرفون.. حتى الاسرى لديهم حقوق, ولا يعقل ان الدولة تخطف ولا يكون هناك رقابة او زيارة واطلاع.. لقد زرت العديد من منشآت التحقيق التابعة للشاباك ولم يكن هناك مشكلة.. لكن ما المشكلة الآن؟!!"

 

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com