أخبار و تقارير عن الحركة الاسيرة

معسكر حوارة الصهيوني قرب نابلس

مقر لقيادة قوات العدو ومركز اعتقالي وموقعا للإسقاط الأمني ومحطة إسناد رئيسية للمستوطنات

فلسطين - تقرير خاص

 

عندما يمرّ المواطن العادي قبالة معسكر حوارة من و إلى نابلس يظن أن المكان الذي تحيط به أشجار الصنوبر و السرو لا يعدو كونه معسكراً بسيطاً أو موقع استراحة تعطّل عملها مع الانتفاضة ، إلا أن الحواجز العسكرية المنصوبة من حوله كفيلة بتبديد تلك التوقعات و الظنون البعيدة عن القاعدة القائلة "من ذاق عرف" ، و لا يعرف معسكر حوارة إلا من دخله معتقلاً أو مراجعاً لتصريح أو صودرت سيارته .. "و لا يعرف الشوق إلا من كابده" ..

 

المعسكر الصهيوني المذكور كان الجيش الأردني أنشأه عندما كانت الضفة الغربية تتبع و تخضع للنظام الملكي الأردني منذ النكبة الأولى و ما لبث إن صار مقراً للمحتلين و قواتهم العسكرية في منطقة نابلس في مرحلة لاحقة .

 

و ما يميّز هذا المعسكر المتمركز في الخاصرة الجنوبية لنابلس هو إحاطته بالأشجار الحرجية التي تتموضع على تلّتين صخريّتين تضمان العشرات من الكهوف المتسعة جداً و التي صارت مستودعات و مخازن للذخائر و بعض المعدات و قد تكون فيها الصواريخ أو ما شابهها .

 

و يحيط بالمعسكر أراضي و قرى عدة منها عورتا و حوارة و بورين و كفر قليل و روجيب و أودلا و هي أراضي زراعية خصبة صار معظمها متروكاً للإهمال و عدم الزراعة مع اندلاع الانتفاضة الحالية ، عدا عن الخوف من عدوان الجيش و المستوطنين البغاة .

 

و قد نشطت المنطقة من ناحية المياه حيث تمكّنت بلدية نابلس من الحصول على ترخيص من الصهاينة لحفر بئر ارتوازي كبير للمياه يغذّي أحياء من المدينة و المنطقة بالإضافة إلى ذكر عن حصة من مياه البئر للمحتلين بالإضافة إلى ما تردّد مؤخّراً من أنباء عن حصول البلدية على ترخيص جديد لحفر بئرٍ جديدة على الطريق القديمة لعورتا انطلاقاً من نابلس .

 

و حسب سكان المنطقة فإن المياه الجوفية تظلّ طوال فترة العام تتجمّع في بركٍ كبيرة في الجهة الجنوبية الغربية للمعسكر و تحديداً في أراضي حوارة - عورتا و هو ما يشير إلى غنى المكان بالمياه الجوفية .

 

و يحيط بالمعسكر نقاط و أبراج عالية للحراسة و تستخدم أيضاً فيها الكلاب المدربّة و التي يكون بعضها متحرّكاً بحبال و سلاسل حديدية خاصة للسماح لها بالتحرّك إلا أن ذلك لم يمنع الفلسطينيين من دخول أطراف المعسكر عام 1997 و الوصول إلى المخازن "الكهوف" و الحصول على كميات متفرّقة من الذخائر و غيرها و عادوا بسلام ، و قد تحدثت عن ذلك الصحف الصهيونية و مصادر صهيونية متطابقة .

 

المعسكر يضمّ في جهته الشرقية الجنوبية مقرّ الارتباط الفلسطيني الصهيوني بشقيه العسكري و المدني و الذي تبسط فيه السيطرة الأمنية للمحتلين بالإضافة لما يسمّى بمقر الإدارة المدنيّة التي تتعلّق بالشؤون المدنية و مركزس لضباط الشاباك الصهاينة و الذين لا يتوقّفون عن العمل بجهود فوق العادة في كافة الظروف .

 

المعسكر المذكور شغل دوراً فوق العادة أيضاً في الاجتياحات التي تعرّضت لها نابلس و مخيّماتها و قراها و صار منطلقاً للدبابات المجنزرة و دبابات الهمر و دوريات ما يسمّى حرس الحدود و وحدات جولاني و المظليين بالإضافة لوجود أكثر من مهبط للطائرات المروحية فيه و خاصة الجهة الشرقية و منتصف المعسكر و الجهة الغربية حيث مهاجع الدبابات وساحة ملعب كرة القدم الواسعة جداً .

 

و بارتفاع الأشجار الحرجية التي تكسو التلال الصخرية لا يستطيع المشاهد كشف حقيقة ما يحدث داخل المعسكر من أية جهة كانت سوى من قرية عورتا أو أودلا بسبب إشرافها على الموقع و انكشافه من جهتها .

 

و يستخدم ضباط الشاباك صلاحياتهم و نفوذهم كما هو معروف للالتقاء بالمواطنين الفلسطينيين الذين يتقدّمون بطلبات للحصول على تصاريح للعلاج أو ما شابه بهدف العمل في المستوطنات و المصانع اليهودية و ورش البناء و قطاعي الزراعة و الصناعة و يعرضون عليهم في معظم الأحيان خدمة مقابل خدمة و هو ما يعرف في العرف الأمني مقدّمات للإسقاط و الارتباط و بالتالي الخيانة .

 

و حسب المعطيات الأمنية المتوفّرة و الشواهد من السجون و ملفات الأمن في أجهزة السلطة التي كان بعضها يتسرّب كمعلومات لنشطاء فتح تحديداً فإن الشاباك أفلح في كثيرٍ من الأحيان بربط الذين عرضت عليهم و الكثيرون منهم تم اكتشافهم سواء في السجون و غيرها و انفضح أمرهم و أدلوا بمعلوماتٍ فيما نجح آخرون منذ اللحظة الأولى بإبلاغ ضباط أمن فلسطينيون أقرباء لهم لإنقاذهم و بعضهم كشفوا لدى أجهزة أمن التنظيمات في السجون مع الإشارة لوجود بعض المبالغات في مثل هذه الحالات و الاعترافات لأهداف عدة .

 

و في الجهة الشرقية للمعسكر حيث يفصل شارع عورتا المعسكر عن موقع للتدريب الميداني للرماية الحية يجري المغتصبون من المستوطنين عمليات التدريب تحت إشراف ضباط جيش الاحتلال فيما ذكرت مصادر مطلعة أن موقع التدريب كان يستخدم أيضاً من قبل الخونة و العملاء في مرحلة ما قبل الانتفاضة بعد إخفاء معالم وجوههم أو ارتدائهم الزي العسكري الصهيوني .

 

و تمت لهذه الغاية مصادرة مساحات كبيرة من الأرض الزراعية و الغنية و بعضها مزروع بالزيتون و خاصة أراضي من قرية عورتا - 8 كم جنوبي نابلس - حيث يقول بعض المواطنين إن الجنود الصهاينة يعمدون للتدرّب بين حقول و بساتين الزيتون و التين و يخرِبون الأشجار بعد استهدافها بإطلاق الرصاص و من ثمّ قطع الفروع و الأغصان لاستخدامها كأدوات للتمويه و التخفّي .

 

و غنيّ عن التعريف مقدار الإزعاج و الخوف الذي يتعرّض له الفلسطينيون القريبون من المكان خاصة عائلة لاجئة سكنت قرب الموقع و مفترق عورتا قادمة من عجور القرية الفلسطينية المدمّرة .

 

و ما يزيد الوجع الفلسطيني أسى و وجعاً جديداً هو أشكال المعاناة اليومية للمواطن الفلسطيني على الحواجز العسكرية المحيطة بالمعسكر الأول على الشارع الرئيس بين نابلس و رام الله و الآخر الموصل إلى عورتا و استخدمه كوسيلة بديلة عن الطريق الرئيسي المغلق .

 

المعسكر و الجزء الهام منه هو معسكر الاعتقال الذي له ميزات من الألم و العذاب النفسي و الضغط و المرض و الإذلال حيث تمكّن محاموا التضامن الدولي لحقوق الإنسان و نادي الأسير من زيارته و التعرّف على أوضاعه المزرية .

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com