أخبار و تقارير عن الحركة الاسيرة

تسكن الأحزان ومشاعر الخوف قلوبهم على مدار الساعة
أكثر من ألف ومائة أسير يعانون من تراكم الأمراض والآلام

 

تفاقمت معاناة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، جراء تصاعد الإجراءات التعسفية وسياسة الإهمال الطبي، التي تمارسها إدارة السجون ضد مئات الأسرى المرضى.
ويعاني أكثر من ألف ومائة أسير في سجون الاحتلال من تراكم الأمراض والآلام في أجسادهم، جراء الإصابات التي تعرضوا لها قبل وأثناء اعتقال قوات الاحتلال، حسب الإحصائيات الصادرة عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين.
وتواصل إدارة السجون ممارساتها التعسفية ضد الأسرى المرضى الذين يتوزعون على كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وينتظرون الإفراج عنهم، أمام التعنت الإسرائيلي بالإفراج عنهم أو تطبيق المواثيق التي أقرتها الأعراف الدولية، بضرورة تقديم العلاج لهم وإجراء العمليات الجراحية التي يحتاجونها.

حبة الأكامول روح الحياة
وباتت حبة "الأكامول" التي يجيد أطباء السجون أو الممرضون صرفها هي روح الحياة، والتي تصرف لكافة الأمراض وتتراكم بأجساد الأسرى المرضى، بحيث أصبحت عيادات السجن أو كما يسميها الأسرى عيادات "الأكامول"، والتي تخلو من غيرها من سائر الأدوية في دولة وصل فيها التقدم الطبي والعلمي أعلى الدرجات.
وتشهد الحالات المرضية في صفوف الأسرى تراجعاً خطيراً في الآونة الأخيرة أمام اشتداد رغبة مصلحة السجون الإسرائيلية بإحكام قبضتها على الحركة الأسيرة وكسر إرادتها والنيل من صمودها.
وتتفنن إدارة السجون في زرع الآلام في أجساد الأسرى المرضى، كوسيلة ضغط وإضعاف جسدية ونفسية لنزع الاعترافات، حيث بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة الذين قضوا جراء سياسة الإهمال الطبي وأسباب أخرى، خلال انتفاضة الأقصى حوالي 59 شهيداً، منذ الثامن والعشرين من سبتمبر 2000 إلى الثامن والعشرين من مارس لعام 2006، حسب إحصائيات وزارة شؤون الأسرى.
وتعتبر عمليات احتجاز الأسرى المرضى داخل السجون وحرمانهم من أبسط الحقوق لضمان استمرار معاناتهم وآلامهم من أبشع صور الوحشية والممارسات اللا إنسانية التي يعيشها الأسرى وذويهم، والتي تدخلهم في أجواء من القلق الدائم على ويعيشون في وضع لا يحسدون عليه، تسكن الأحزان ومشاعر الخوف قلوبهم على مدار الساعة.
وتقول حليمة إرميلات، مسؤولة نادي الأسير في طولكرم:" إن العشرات من الأسرى المرضى يحتجزون في ظل ظروف قهرية بالغة السوء تهدد حياتهم في حال استمرار سياسة الإهمال الطبي عليهم، وفي ظل هجمة مجنونة تشنها إدارة السجون وغير مسبوقة تنذر بفقدان حياة البعض منهم".
وأضافت أن العديد من هؤلاء الأسرى يعيشون آلامهم وآهاتهم على مدار الساعة دون أدنى رعاية أو مراعاة من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.
 

المرض وسيلة ضغط ومساومة
كما تتعمد إدارة السجون استغلال مرض الأسير كوسيلة ضغط عليه ومساومة، خصوصاً أثناء فترة التحقيق معه لانتزاع اعترافات منه حول التهم التي تلصق به.
وبينت إرميلات، أن هناك أكثر من سبعة عشر أسيراً يعيشون مع الرصاص والشظايا، التي ما زالت مستقرة بأجسادهم منذ لحظة اعتقالهم وما قبلها، تسبب لهم ألماً لا يطاق وتهدد حياتهم لما تتركه من مضاعفات خطيرة رغم كافة الطلبات، التي يتقدم بها الأسرى داخل السجون وذويهم لحمل مصلحة السجون على وقف شلال الألم الذي يعيشونه، إلا أن وحشية سلطات الاحتلال لا تبقي شيئاً للإنسانية.
ونوهت إرميلات، إلى أن سياسة الإهمال الطبي والتصعيد الممارس على الأسرى خصوصاً المرضى منهم ترسم صورة خطيرة ومأساوية، يحاول سلطات الاحتلال زرعها في نفوسهم ونفوس ذويهم في آن واحد.
وذكرت أن كافة المناشدات والصرخات التي يطلقها الأسرى، والتي عادة ما تكون موجهة للهيئات الدولية الحقوقية لا تلقي آذاناً صاغية بل تلاقي مزيداً من التصعيد والإهمال الطبي.

ولفت الأسرى في هذه رسائلهم أنهم سيصعدون خطواتهم الاحتجاجية مع إدارة السجن لحملها على وقف هذه السياسة الخطيرة،والتي تشكل خطراً حقيقياً على حياة الأسير، وتترك آثاراً صحية ونفسية خصوصاً أن مكان الاحتجاز غير ملائم مطلقاً من النواحي الصحية، فالنظافة معدومة تماماً كالتهوية، الأمر الذي أدى إلى إصابة أكثر من عشرين أسيراً بمرض السكايوس، نتيجة تواجد الصراصير والحشرات داخل الغرف والزنازين.
وتحدث الأسرى خلال لقائهم ذويهم يوم أمس وقت الزيارة، إن أكثر من 78 حساباً من حسابات (الكانتينا) أغلقتها الإدارة دون أسباب، وباقي الحسابات مديونة للإدارة، ففي حال تمكن الأهل من إدخال المخصصات المالية تقوم إدارة السجن بمصادرتها بحجة تسديد حساب الغرامات المالية التي فرضت سابقاً، كأسلوب سرقة علنية لأموالهم.


خلق حالة من الاكتظاظ
وأشار الأسرى، إلى أن إدارة السجن تقوم وبشكل متعمد بخلق حالة من الاكتظاظ في صفوفهم، خصوصاً في أجواء الحر، حيث تشرع بتجميع وحشر البعض منهم في غرف في الوقت الذي تكون فيه بعض الغرف الأخرى فارغة تماماً، وحين اعتراضهم على هذه الأساليب تفرض المزيد من العقوبات على الأسير الذي يعترض، خصوصا عقوبة العزل والغرامة المالية إضافة لحملة التفتيش والمداهمات لغرفهم، والتي لا تتوقف ليل نهار وبطريقة وحشية، يتم خلالها التكسير والتخريب لحاجياتهم بحجة الممنوعات، خصوصاً في ساعة متأخرة من الليل كأسلوب إزعاج، رغم كافة الاعتراضات والطلبات التي يتقدم بها ممثلو الأقسام للإدارة، والتي لا تلقى آذاناً صاغية، الأمر الذي أدى إلى المزيد من التوتر في العلاقة تنذر بتصعيد مقبل.
وبين أسرى هداريم، أن إدارة السجن ما زالت تحرمهم من إجراء المكالمات الهاتفية مع ذويهم حتى في الحالات الإنسانية أو الوفاة، ولو على حسابهم الشخصي، الأمر الذي يترك ضرراً نفسياً عليهم ويدخلهم في دوامة القلق على أسرهم، خصوصاً المحرومين من الزيارة
 


دائرة الإعلام والتوثيق

21/مايو/ 2006 م
 

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com