أخبار و تقارير عن الحركة الاسيرة

زوجة الاسير حسام بدران تطالب بزيارة زوجها في سجون الاحتلال

"انت ستعودين من المحكمة برفقة "بابا" ولهذا لن تأخذيني معك اليس كذلك؟ اشعل هذا التساؤل الذي طرحته الطفلة جمان على والدتها دموع العين في مقلة الام التي لم تر زوجها منذ اعتقاله قبل عامين الا لدقائق معدودة في محكمة سالم العسكرية.

            حكاية الاسير حسام عاطف علي بدران (38عاما) من نابلس لم تبدأ باعتقاله الاخير ولم تنته بالحكم الصادر عن محكمة سالم العسكرية قبل اسبوعين بسجنه مدة 17 عاما وثمانية شهور لكنها ضاربة في القدم مع امتداد تاريخ الفلسطينيين في رحلة الالم والعذاب مع ممارسات الاحتلال.

تاريخ

وتروي نعمة قطناني "ام عماد" حكاية زوجها الاسير مقدمة للتفاصيل بمحطات هامة من حياته فتقول :" ولد زوجي حسام في نابلس عام 1966 وتعود جذوره لاسرة رحلت عن مدينة اللد عام 1948 واستقر بها المقام في مخيم عسكر شرق نابلس".

حصل حسام على تعليمه الاساسي والثانوي في  مدارس نابلس ثم شهادة البكالوريوس في التاريخ من جامعة النجاح الوطنية قبل ان يلتحق ببرنامج الماجستير في نفس التخصص.

انهى حسام دراسة ساعات الماجستير واعد رسالته لكنها لم تطبع الى اليوم فقد حال اعتقاله دون طباعتها كما تقول زوجته التي تضيف:" تزوجت حسام قبل عشرة سنوات تقريبا ولنا من الاطفال جمان (5سنوات) وعماد الدين عامين، الصغير لم يعرف والده ولم يره فقد اعتقل الاب بعد شهرين من مولده.

لم يكن اعتقال حسام هو الاول في حياته فقد سبق لاستاذ التاريخ في مدارس نابلس الحكومية ان سجن لاربع مرات اداريا في السنوات السابقة ولاحقته التمديدات في الاعتقال الاخير منها الى ان امضى في السجن ثلاث سنين.

قبل عامين

بقي حسام خارج سجنه الى العام 2002 حين اعتقلته قوات الاحتلال في منطقة النصارية بتاريخ 17/4/2002 أي بعد اسبوعين تقريبا من عملية السور الواقي، وعن ذلك التاريخ تقول ام عماد ان قوات الاحتلال استبقته بيوم واحد لهدم البيت الذي يؤويها وطفليها واحراق ما لم يهدم منه واعتقال والد زوجها ووالدته رغم انهما فاقا الثمانين من العمر.

وتضيف :" منذ ذلك التاريخ كل شيء في حياتنا تغير، منعوني في البداية من زيارته لعدم اعلانهم عن مكان التحقيق معه والذي مازال مجهولا الى اليوم".

انقضت فترة التحقيق مع حسام،اربعة اشهر طويلة وصفها برسالة لزوجته بانها العذاب بعينه، لم ير كائنا حيا غير وجوه اربعين محققا تناوبوا على استجوابه لساعات طوال ثم نقل الى سجن  الجلبوع لكن لم يتغير شيء كما تقول زوجته التي تصف حالها بحال المشتت بين اعتقال الزوج والشقيقين محمد وابراهيم وتقول:" حاولت مرارا وتكرارا زيارته، لم استطع، كل التصاريح التي تقدمت بطلب للحصول عليها رفضت لست ادري ما السبب؟ ولا اعلم لمن اتوجه لحل هذه المشكلة.

حياة الاسرى في سجون الاحتلال وما تتناقله وسائل الاعلام عن انتهاكات لسجانين بحقهم تؤرق ام عماد، لكن عدم نجاحها في رؤية زوجها والسماع منه عن ظروف اعتقاله تؤلما اكثر، اما سؤال الطفلين عن والدهما فهو اكثر جوانب المعاناة ايلاما في حياة ام عماد التي تقول:" عماد رغم انه في سنته الثانية بدأ يتعرف الى والده عبر الصور، انه يشير الى صورة مكبرة معلقة على الجدار ويقول:" هذا بابا لنا ، انه يعني ان صاحب الصورة يخصه لكنه بالتأكيد يجهل متى ستصبح الصورة روحا تتحرك ربما يريد ان يتحدث اليه بلكنة الطفولة التي لا يعلم لماذا تثير ضحكات المستمعين.

وتتمالك ام عماد نفسها وتتحدث عن معاناتها بمزيد من القصص والاحداث قائلة ان بعد الوالد لم يؤثر على الطفلين جمان وعماد الدين فحسب لكنه اثر كثير عليها ، وتقول انها مع حلول الشتاء استعدت لفرض المنزل بالسجاد ولم تجد من يساعدها بذلك، فالزوج خلف القضبان وكذلك حال الاشقاء الذين يزيدون غزارة الدموع في عينيها كلما حاولت تمالك اعصابها.

اين الحل

وتناشد ام عماد العالم التدخل ومساعدتها في تجاوز مأساتها قائلة :" اذا كانوا لا يستطيعون اطلاق سراح زوجي فليمنحوني فرصة لرؤيته، اريد زيارته والحديث اليه والاطمئنان عليه، اليس هذا من حقي كزوجة وانسانة ؟ الا يقال ان هناك مواثيق تحمي حقوق البشر وتمنح الاسرى الحق في رؤية عائلاتهم في الزيارات.

وتصطدم مناشدات ام عماد ومحاولاتها استصدار تصريح زيارة برفض صهيوني حازم يقول انها ممنوعة امنيا وهي عن ذلك تقول:" زوجي واشقائي اعتقلوا من الاراضي الفلسطينية فلماذا امنع من زيارتهم بعد ان صاروا أسارى في سجون الاحتلال.

التعنت الصهيوني ورفض سلطات الاحتلال منح ام عماد تصريح لزيارة زوجها دفعها لترسل طفلتها جمان ذات السنوات الخمس فحسب لزيارته في موعد الزيارة المقبل وهي تقول:" انه بحاجة لكل ما يربطه بعائلته واهله، هو في سجن الجلبوع، بحثت عن اسرى في منطقة نابلس يمكن لعائلاتهم زيارتهم ووجدت زوجة الاسير عماد ريحان ستزور زوجها، ولذلك عرضت عليها اصطحاب طفلتي جمان معها فوافقت ورحبت بالفكرة ، لا ادري أي لقاء سيجمع الاب خلف القضبان مع طفلته التي حضرت وحيدة لزيارته من مكان بعيد.

عامة وخاصة

معاناة "ام عماد" هي واقع عام لعائلات الاسرى والمعتقلين في منطقة نابلس، اذ يقول رائد عامر رئيس نادي الاسير الفلسطيني في المحافظة ان عائلات الاسرى من نابلس محرومون من زيارة ابنائهم في السجون الصهيونية منذ اربع سنوات، ويضيف قائلا :" حين تعلم ان نابلس لها العدو الاكبر من الاسرى بين المحافظات الفلسطينية وان جميع عائلات الاسرى محرومة من زيارة ابنائها منذ اكثر من اربع سنوات يمكنك تخيل حجم الكارثة الانسانية والاجتماعية.

وتبقى حكاية الاسير حسام بدران مع قيد الاحتلال قصة اخرى تكشف تفاصيلها استغاثة العائلة فيما تحترق قلوب اخرى تحت الرماد بعيدا عن صور الاعلام واصحاب الاقلام

 

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com