|
الاحتلال ينظر في
قضيّة أسيرٍ متهم بالانتماء لكتائب شهداء الأقصى ويؤجّل النظر في قضيّة
الأسير حسام خضر
القدس المحتلة – خاص
تنظر صباح اليوم
الاثنين 29/11/2004 المحكمة العسكرية الصهيونية في معتقل عوفرا
(معسكر بيتونيا) في قضية المعتقل على محمد غازي
سلهب (21 عاماً) المعتقل في سجن العزل في بئر السبع .
وتتهم النيابة
العسكرية الصهيونية المعتقل سلهب بالمشاركة في عدة عمليات عسكرية ضد قوات
الاحتلال بعد أن قامت بتعديل لائحة الاتهام ضده و إحضار بعض الشهود حيث تم
توجيه 36 تهمه أمنية مختلفة لسلهب .
و من المقرّر أن تصدر
المحكمة اليوم الاثنين حكمها على المعتقل سلهب دون مراعاة وضعه الصحيّ و
ذلك بعد تمديد اعتقله لأكثر من 20 مرة خلال العامين الماضيين . و يذكر أن
المعتقل سلهب كان قد اعتقل في كمينٍ نصبته القوات الخاصة الصهيونية له في
بيت لحم عند بيت جده في 23 تموز من العام 2002 بحجة انتمائه إلى كتائب
شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة "فتح" و هو يعاني من إصابة بالرصاص
المتفجّر في قدمه اليسرى مما أدّى إلى انقطاع شرايينها و فقدانه القدرة على
تحريكها و كذلك إصابة في الحوض برصاصتين لا يمكن إزالتهما لخطورة موقعهما .
وذكرت عائلة المعتقل
سلهب أنه يعاني من إصابةٍ في الوجه و فقدان بعض أسنانه بعد أن اعتدى عليه
عددٌ من السجّانين الصهاينة بالضرب المبرح في معتقل "الجلبوع" في موجة
الاحتجاج الأخيرة و الإضراب عن الطعام الذي نفّذه المجاهدون في السجون و
المعتقلات الصهيونية . و كان سلهب قد نُقِل بعد موجة الاحتجاجات التي عمّت
السجون من سجن الجلبوع إلى سجن العزل في معتقل بئر السبع و هو يمكث حتى
الآن هناك دون مراعاة وضعه الصحي الخطير .
و ناشدت عائلة المعتقل
سلهب جميع المؤسسات القانونية و الإنسانية بالتدخّل لدى السلطات الصهيونية
المجرمة لتقديم العلاج لابنها المعتقل و الإسراع بإخراجه من سجن العزل في
بئر السبع بعد تردّي وضعه الصحيّ .
كما ناشدت العائلة
نادي الأسير الفلسطيني التدخّل و إرسال محامين لابنها بسبب رفض السلطات
الصهيونية السماح لعائلته بزيارته بحجج أمنية منذ اعتقاله حتى اليوم .
من جهة أخرى أجّلت
المحكمة العسكرية الصهيونية ، التي عقدت جلسة خاصة لها أمس (الأحد) في سالم
، النظر في قضية النائب حسام خضر ، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ، رئيس
لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين ، إلى يوم 6/3/2005 ، و ذلك بعد
أن استمعت إلى أحد شهود النيابة الصهيونية المدعوّ (يوئيل) ، و هو من طاقم
محقّقي المخابرات الصهيونية الذين أشرفوا على التحقيق في قضية النائب خضر .
و افتتحت الجلسة في
تمام الساعة العاشرة صباحًا بحضور المحامي رياض أنيس ، و أعلن رئيس المحكمة
أن الجلسة مغلقة حيث منعت قوات الشرطة الصهيونية النائب جمال زحالقة الذي
كان في القاعة منذ الصباح ، من حضور الجلسة ، كما منعت قوات الشرطة تيسير
نصر الله ، منسق اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب خضر و الأسرى
الفلسطينيين و شقيقته ليلى خضر ، من دخول القاعة . و كان خارج قاعة
المحاكمة عددٌ من الصحافيين العرب
و الأجانب .
و بعد مداولات طويلة
سمحت المحكمة للنائب خضر التقاءه بالحضور أثناء الاستراحة لمدة لا تزيد عن
خمس دقائق ، و صرّح خضر أنّ مرحلة ما بعد الرئيس الراحل ياسر عرفات هي
مرحلة حساسة و في غاية الخطورة و الدقة ، و تستلزم قيادة وطنية متماسكة
تعمل بشكلٍ جماعيّ و تلتزم بالثوابت الوطنية الفلسطينية و ترسّخ الوحدة
الوطنية الفلسطينية و تكافح الفساد و تحاكم المفسِدين و تقيم دولة المؤسسات
و القانون و تتمسّك بخيار مقاومة الاحتلال.
و عقّب النائب زحالقة
على محاكمة خضر قائلاً إن: "هذه "محاكمة صورية،
لا علاقة لها بالعدالة أو بالقانون ، و هي محاكمة سياسيّة و اعتباراتها
سياسية محضة و ليست قضائية". و دعا زحالقة إلى إطلاق سراح عضوي المجلس
التشريعي الفلسطيني خضر و البرغوثي حالاً. و أكّد على ضرورة إطلاق سراحهما
وتكثيف الحملة الدولية للضغط على حكومة الاحتلال الصهيونية .
و قال نصر الله إن
النائب خضر يتمتّع بمعنويات عالية جدًا ، و إن محاكمته لن تزيده إلاّ قوة و
أيمانًا بعدالة القضيّة الفلسطينية التي يحارب من أجلها . و شدّد نصر الله
على محورية قضية الأسرى .
و من الجدير بالذكر أن
سلطات الاحتلال تعتقل النائب حسام خضر منذ عشرين شهرًا من دون محاكمة ، و
توجّه له تهمًا تتعلّق بعلاقته بتمويل كتائب شهداء الأقصى ، الأمر الذي
ينفيه خضر بشدة و يعتبر اعتقاله إسكاتًا لصوته و عزله عن أبناء شعبه ليس
إلا .
و اعتبرت منظمة "أنصار
الأسرى" محاكمة النائب خضر محاكمة هزلية ليس لها مضمون قانوني، و دعت إلى
محاكمة الاحتلال و مجرمي الحرب الصهاينة وليس قادة الشعب الفلسطيني ومناضلي
الحرية . |
