تمكن المحامي رياض الأنيس من زيارة النائب الأسير حسام خضر حيث اكد الاخير ان ادارة السجون أجرت نقاشات ومفاوضات مع الأسرى المضربين عن الطعام ، نافياً التصريحات التي يطلقها مسؤولو مصلحة السجون بأنه لم تجري مفاوضات مع الأسرى .
وذكر الأنيس أن ضابطاً من مديرية السجون كان قد التقى النائب خضر في سجن هداريم بعد ساعة من الزيارة التي قام بها الأنيس للنائب خضر بتاريخ 19/8/2004م وطلب منه التدخل من أجل إنهاء الإضراب ، وأبلغه خضر بأن الأسرى لن يوقفوا الإضراب إلاّ بعد تلبية مطالبهم ، ولما رفض الإستجابة لطلبه تم نقله إلى قسم العزل الإنفرادي في سجن اوفيك ، وهو سجن للمدنيين ، وتم عزل عشرة من قادة السجون معه هم :- سمير القنطار ، يحيى السنوار ، حسن مقادمة ، محمد أبو طير ، توفيق أبو نعيم ، روحي مشتهى ، وليد دقة ، عبد الخالق النتشة ، يونس ارشيد ، طاهر زيود ، وائل فنونة . ولم يوضع في الزنزانة سوى فرشة وصنبور ماء ، واستمر ذلك حتى تاريخ 31/8/2004م حيث تم نقلهم جميعاً إلى سجن الجلمة .
وأفاد النائب خضر لمحاميه بحدوث نقاشات مع مديرية السجون في سجن الجلمة وخاصة مع المدعو نظيم سبيتي من مصلحة السجون الذي قابل جميع من في العزل الإنفرادي ، وأجرى معهم حواراً طويلاً لم يسفر عن نتائج بوقف الإضراب ، وتوافدت وفود أخرى من مصلحة السجون حيث توجت بلقاء مع المدير العام لمصلحة السجون يعقوب غانوت ، الذي وافق على معظم المطالب الأساسية التي تتعلق بالشروط الحياتية والإنسانية ،أما بقية المطالب والتي تعتبرها مصلحة السجون بأن لها أبعاداً أمنية وعدت بدراستها خلال اسبوعين من إنهاء الإضراب. وفي تاريخ 1/9/2004م قامت إدارة سجن الجلمة بنقل الأسرى المعزولين ، وهم قيادة الإضراب ، كل إلى سجنه ، حيث اتخذوا قراراً بتعليق الإضراب حتى يوم الأحد القادم الموافق 5/9/2004م ، على أن يبدأ الحوار مع ادارة السجن حول الحقوق والمطالب الحياتية للأسرى التي يجب أن توفر الحد الأعلى من كرامتنا وحقنا في الحياة حسب النائب خضر ، وقال خضر بأن القرار يقضي بالسماح للأسرى بتناول السوائل فقط ، والإمتناع عن تناول الطعام ، لذا فإن المعركة ما زالت مفتوحة ومستمرة مع إدارة السجون ، وقال خضر أننا الآن قد دخلنا في المرحلة الأصعب ، ألا وهي مرحلة المفاوضات مع إدارة السجون المتعنتة والتي تعمل لإعادة الأسرى للمربع الأول في تاريخ الإعتقال حيث لا كرامة ولا حقوق .
وحذّر النائب خضر مديرية السجون إذا لم تستجب لمطالب الأسرى في حدها الإنساني فإن موجة جديدة من الإجراءات الإحتجاجية العنيفة ستعم السجون في المستقبل ، وأن إستمرار مضايقة الأسرى سيدفع الحركة الوطنية الفلسطينية للقيام بتنفيذ خطوات نضالية عملية تضامنية مع الأسرى .
وافاد الأنيس بأن النائب خضر يتمتع بمعنويات عالية جداً رغم النقص الحاد في وزنه ، حيث إنخفض وزنه 14 كغم خلال الثمانية عشر يوماً أثناء إضرابه المفتوح عن الطعام ، وتدهورت حالته الصحية بسبب رفضه تناول الأدوية التي يتعاطاها ، وأكد خضر للأنيس بأن مديرية السجون الإسرائيلية قد أجرت نقاشات ومفاوضات مع الأسرى المضربين عن الطعام
وأعرب النائب خضر عن إستيائه من موقف بعض السجون وخاصة سجن عسقلان التي أخذت قرارات فردية أثرت على الموقف العام للسجون الأخرى المضربة عن الطعام ، مما فتح ثغرة في موقف الأسرى .
وطالب النائب خضر السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال وزير شؤون الأسرى هشام عبد الرازق التدخل في الحوار مع مديرية السجون الإسرائيلية ، ودعاها لكي تكون طرفاً وشريكاً لتسوية الأوضاع على أساس المبادئ والمواثيق الدولية وبحضور قادة الحركة الأسيرة ، وعبّر عن ارتياحه من مواقف الحكومة الفلسطينية تجاه الإضراب وقال على الحكومة أن لا تغفل قضية الأسرى وحقوقهم ، وحذّر من مغبة استمرار مديرية السجون بإستهتارها بمطالب الأسرى ، وقال أن ذلك لن يقابل إلاّ بخطوات تصعيدية من قبل الأسرى ، لأن إرادة الأسرى وعزيمتهم لن تقهر وليس لها حدود لأنها مبنية على عدالة مطالبهم وحقوقهم . واستهجن النائب خضر موقف محكمة العدل العليا بمنع الملح عن الأسرى المضربين عن الطعام .
ووجه النائب خضر التحيات بإسم الأسرى لأبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج على مواقفهم التضامنية وتظاهراتهم وإعتصاماتهم اليومية ، ودعاهم الى الإستمرار بفعالياتهم لحين إنهاء الإضراب، وترحم على روح الشهيدة عائشة الزبن التي استشهدت وهي مضربة عن الطعام تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام .
وطالب خضر جماهير الشعب الفلسطيني بإستمرار دعم ونصرة قضية الأسرى ، كما وجه التحية لأهلنا داخل الخط الأخضر على موقفهم الرائع مع الأسرى ، وكذلك أعضاء الكنيست العرب على وقفتهم المميزة . وثمّن عالياً موقف نادي الأسير الفلسطيني والهيئة العليا الوطنية والإسلامية لمتابعة شؤون الأسرى ولجان أهالي الأسرى وكافة اللجان المناطقية على موقفها ودعمها لإضراب الأسرى . –(البوابة)