عائلة القيادي الأسير حسام خضر: هذه المرة تختلف عن سابقاتها

22/08/2008

نابلس/

كغيرها من امهات الاسرى تفضل الحاجة "أم العبد" التريث قليلا قبل ان تطلق العنان لمشاعر السعادة والابتهاج بالافراج عن ابنها القيادي الاسير حسام خضر النائب السابق في المجلس التشريعي ورئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، والذي من المنتظر ان يتم الافراج عنه في غضون يوم غد الاثنين ضمن مجموعة من الاسرى قررت اسرائيل الافراج عنهم ومن بينهم عميد الاسرى سعيد العتبة والنائب ابو علي يطا بالاضافة للقيادي خضر.

وتقول ام العبد: "لم اصدق ما سمعته ولكن الدموع التي رأيتها بعيون احفادي ابناء حسام جعلتني اكثر يقينا بان ساعات اللقاء قد حانت وان هذه المرة تختلف عن سابقاتها, ففي كل مرة يقال انه سوف يخرج ويبدأ الناس بالاتصال بنا ويباركون لنا ويشاركونا فرحتنا ولكن هذه المرة قلبي يشعر بقرب حسام من احضان امه وابنائه".

وتكمل ام العبد حديثها قائلة: خمس سنوات ونصف مرت على اعتقال حسام كانت صعبة للغاية، ولكن فرحتي لن تكتمل الا بفرحة كافة امهات واهالي الاسرى الذين ينتظرون أبنائهم.

اما غسان، شقيق حسام، فيصف شعور افراد العائلة مع اقتراب موعد الافراج عن حسام، قائلا ان الشعور الحالي مغاير تماما لكل المرات السابقة التي كان يتم فيها الحديث عن الافراج عن حسام، ففي المرات السابقة مرت العائلة بتجارب من هذا القبيل ولكنها انتهت بالصدمة والاحباط".

ويضيف غسان ان العائلة تواصلت في الفترة السابقة مع السلطة الفلسطينية وعلمت ان اسم القيادي حسام تم ادراجه ضمن قائمة طويلة من الاسرى ستقدمها السلطة الفلسطينية الى الجانب الاسرائيلي للافراج عنهم، ولكن العائلة فضلت التعامل ببرودة اعصاب هذه المرة حتى لا تتكرر التجارب القاسية السابقة، وعندما نشرت القائمة المصادق عليها اسرائيليا توجه ابناء حسام الى جدتهم وعانقوها، كما بدأ الجيران يأتون للبيت وبدأت الاتصالات ترِد الى العائلة.

ويضاف الى معاناة الاسر فقد امضى حسام جل فترة اعتقاله في العزل وكان يعاني من سياسية التغييب المتعمدة اسرائيليا ورغم ذلك كانت تتسرب منه تصريحات حول ما يجري من احداث، كما ان العائلة كانت ممنوعة من زيارته امنيا، وطوال فترة اعتقاله زارته والدته 4 مرات فقط، اما شقيقه غسان فقد زاره مرتين فقط، وكان اطفاله يزورونه بمرافقة كفلاء من اهالي الاسرى.

وتقول اماني (17 عاما) وهي الابنة البكر للقيادي حسام خضر: "حين اعتقل والدي كنت في الحادية عشرة من عمري ولم اكن أعي ماذا يعني ان والدي سيغيب خصوصا انني كنت كل شيء بالنسبة له, وكان يفيض علي بحنانه وما كنت اتخيل كيف يمكن ان اصبر على بعد والدي, ومنذ اللحظة الاولى التي اعتقل فيها كان لدي امل انه سيعود، ولكن بعد مرور ايام واسابيع بدأت اشعر ان البعد قد يطول, وفعلا مضت سنتان ولم ار والدي".

وتضيف اماني انها حتى في جلسة المحاكمة لم تتمكن ان تتحدث مع والدها الاسير فيها بل كل ما استطاعت فعله رؤيته من مسافة بعيدة, ومقيد اليدين وتقول: "لم يكن هذا بالامر البسيط بالنسبة لي رغم انني اعرف ان هذه السلاسل هي مفخرة الرجال وجزء من التضحيات والنضال, وكانت هذه من المواقف الصعبة جدا ليس علي وحدي بل على كل من ذهب لرؤيته".

يذكر ان حسام خضر لديه بنتان وولد وهم: اماني 17 سنة، اميرة 14 سنة، احمد 11 سنة.

وتكمل اماني حديثها: "حين سمح لنا بزيارته لاول مرة كنت ارسم طموحات ان اجلس معه وان احتضنه واتحدث معه, ولكني فوجئت ان الزيارات كانت من خلال حواجز واشياك واجهزة اتصال يصعب عليك حتى ان تسمع من خلالها شيئا، ولكن عزيمته وابتساماته كانت توحي لي بان الامل آت رغم عتمة السجن وقيد السلاسل ولان والدي كان مثلي الاعلى فإني اتفاخر بإرادته العظيمة وإيمانه العميق بالقضية التي ناضل من أجلها.

وعن شعورها وهي تستعد لمعانقة والدها خارج اسوار السجن تقول اماني: "برغم كل المعاناة التي عاناها داخل الاسر وبرغم كل ما عانيناه نحن هنا بانتظاره، إلا أنني اشعر ان لحظة لقائه ستنسيني كل ما عشته من معاناة وانتظار لان ابي حسام بقي متمسكا بالأمل وكان يذيل رسائله التي يبعثها إلينا بين الفترة والاخرى بعبارة نلتقي قريبا.

استعدادات متواصلة

وفي مخيم بلاطة حيث تعيش عائلة القيادي خضر، يسابق المئات من الشبان الزمن وهم يجرون الاستعدادات لتنظيم استقبال يليق بهذه المناسبة, وبدت مظاهر البهجة والانتظار على وجوههم من خلال الاستعدادات الحثيثة التي يقومون بها انطلاقا من مركز يافا الثقافي.

ويقول غسان خضر: "لمسنا ترحيبا من الجميع وفي كل الاماكن بقرب الافراج عن حسام والكل يبدي استعداده لتقديم المساعدة في الاستعدادات لاستقبال حسام، قاموا بدهان الواجهات في المخيم ورسم جداريات وطباعة بوسترات وتم اقتراح اقامة خيمة استقبال في المخيم.

واعتقل حسام بتاريخ 17/3/2003 من بيته في مخيم بلاطة، وكانت ليلة رعب حقيقية تم خلالها اجراء تفجيرات للبيوت قبل ان يصلوا لبيت حسام خضر، ولم تعلم العائلة عنه شيئا الا بعد 48 ساعة حيث علمت انه نقل مباشرة الى مركز تحقيق بتاح تكفا، وخضع لتحقيق طويل استمر 90 يوما في مختلف مراكز التحقيق دون ان يدلي باي اعتراف.

يذكر ان هذا هو الاعتقال الرابع والعشرين لحسام خضر بالاضافة الى فترات الابعاد وتعرضه للاصابة مرتين.

ويرى غسان خضر ان خروج أي اسير باي ظرف هو انجاز ولكن ما جرى غير كاف ويجب ممارسة ضغط شعبي على كل الجهات لطرح موضوع الاسرى في كافة المحافل الدولية وفي اللقاءات مع الاسرائيليين.

وبصفته عضو في لجنة الرقابة العامة وحقوق الانسان واللجنة السياسية في المجلس التشريعي، كان خضر من اشد المطالبين بفصل السلطات ومحاربة الفساد المالي والاداري وبناء مؤسسات المجتمع المدني وكان من اشد الملتزمين بجلسات المجلس ولم يغب عن أي جلسة، ويقول مقربون منه انه كانت له مواقف من كل الحكومات وكان ضد النهج السيئ للسلطة، وقد حافظ على اسلوب حياته وبقي يسكن في المخيم ولم يكن له حراس ولا مرافقين، وبقي بيته ومكتبه مفتوحان للجميع وكان دائما يقول: "حصانتي استمدها من الناس ومن التفافهم حولي".

وعن الدور المنتظر للقيادي حسام خضر يقول شقيقه غسان ان حسام رجل سياسي وسيواصل هذا الدور بالاضافة للدور الشعبي والاجتماعي، ويضيف: "الناس ينتظرون منه الكثير على مستوى المصالحة الوطنية حيث يحظى باحترام الجميع".

ويقول غسان انه وخلال فترة اعتقال حسام توفي شقيقه فؤاد قبل نحو سنتين من الان، وكان لخبر وفاته وقع شديد على العائلة وعلى حسام الذي لم يتمكن من إلقاء نظرة الوداع عليه.

ويرى غسان ان الدور الرسمي والشعبي في متابعة اوضاع الاسرى ضعيف وغير مدروس وعشوائي، وهناك ضرورة لتنظيم ومواكبة الامور بشكل افضل.. تصرفاتنا تأتي كردة فعل، نحتاج الى برنامج عمل يومي على مدار العام فكل اسير لديه قصة معاناة او اكثر.

ويضيف: اوضاع الاسرى مزرية من جميع النواحي وهم اعتقلوا من اجلنا ومن اجل الوطن وعلينا واجب الاهتمام بقضيتهم.

 

 

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com