تصريح صحفي صادر عن المكتب البرلماني للنائب خضر

لن أشارك في جلسة الثقة بوزارة تحتوي مشبوهين وفاسدين ومقصرين

 أكد النائب حسام خضر رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين عدم مشاركته وحضوره جلسة المجلس التشريعي الخاصة بمنح الثقة للحكومة، بسبب قناعته بوجود عدد من أسماء الوزارء ضمن الوزارة المقترحة الذين هم ليسوا أهلاً للثقة وذوي تاريخ فاسد ومشين مارسوا الفساد وشرعوه بأبشع صوره ونهبوا مقدرات الوطن والمواطن واهتموا بمصالحهم الشخصية على حساب قضايانا الوطنية العامه، فيما يرتبط بعضهم كما أكد ذلك مرارا الرئيس عرفات بسياسات دول معادية للمشروع الوطني الفلسطيني،واعتبر أن وجودهم دليل واضح وحقيقي على انه لا يوجد نية حقيقية للإصلاح والتغيير وبناء المؤسسات الوطنية على أساس ديمقراطي أو حتى وطني، واستنكر خضر قبول بعض الاخوة الشرفاء ذوي التاريخ الوطني والسمعة المحترمة والكفاءات المميزة المشاركة مع رموز والفساد في أسوأ حكومة في تاريخ سلطة الحكم الذاتي الهزيل ، واعتبر أن هذا القبول عمل غير مشرف ونقطة سوداء وعار لن تمحوه الأيام من تاريخهم.

وحيا خضر موقف أعضاء المجلس الأخير وناشد كافة الأعضاء بدون استثناء تحكيم ضمائرهم واخذ المصلحة الوطنية وواقع سلطتنا وشعبنا في عين الاعتبار والتخلي عن المصالح الشخصية والنفاق والمجاملة أو الخوف من الترهيب أو الوقوع في الترغيب أثناء عملية التصويت، مذكرا بأن التاريخ لن يرحم المتخاذلين.

داعيا في ذات الوقت إلى إسقاط هذه الحكومة التي لن تزيد شعبنا وقضيتنا سوى مزيد من التراجع والتخبط، وناشد النواب ال "58 " الذين شرعوا الفساد في المرات السابقة الوقوف عند نداء الضمير والواجب هذه المرة مشجعا إياهم على التحرر من أسر الذل والعبودية والخوف أمام حالة الانهيار الوطني العام الذي تعيشه كافة مؤسساتنا بسبب هؤلاء الفاسدين في الحكومات الصورية المتعاقبة، والذين  مارسوا سياسات وقيم عززت من دور المتواطئين والفاسدين كظاهرة في مجتمعنا الفلسطيني منذ قيام السلطة الوطنية.

وأشار خضر إلى أن خمسة شهور من الحديث عن الإصلاح والتغيير والديمقراطية نزولا واستجابة للأوامر والقرارات الإسرائيلية والأمريكية أدت إلى تثبيت ذات رموز الخيانة والفساد في كل الوزارات المتعاقبة لا لشيء سوى لانهم مفروضين من إسرائيل وأمريكا وغيرها من دول المنطقة على عرفات والذي نجح بدوره في إشغال الشارع الفلسطيني عن الانتفاضة وتطويرها وتصاعدها واكمال تشكيل قيادة موحدة لقيادة البرنامج الكفاحي لشعبنا على أساس إنهاء الاحتلال، محققا بذلك الهدف الإسرائيلي الأمريكي من وراء الدعوة إلى الإصلاح "الهاء الشعب الفلسطيني بهدف إنهاء الانتفاضة" وكسر حالة المقاومة لشعبنا والقبول بالتالي بشروط إسرائيلية مذلة جديدة.

وقال خضر إن قناعاتي تزداد مع الأيام بان الديمقراطية الفلسطينية لن ترى النور في ظل استمرار الاحتلال الذي دمر ومس كافة جوانب حياتنا وتنكر لحقوقنا السياسية والمدنية، وكذلك في ظل هذه القيادة ذات العقلية التقليدية المتخلفة والتي لا تستطيع التعايش مع القانون، والمؤسسة والتي لم تمارس أو تتقبل الديمقراطية في يوم من الأيام، وان كل ما يجري هو حركات بهلوانية شكلية تافهة وخالية من أي مضمون وتمثل انعكاس حقيقي لشخصية هؤلاء الذين نسميهم تجاوزا قياده قادتنا وتقودنا إلى كارثة وطنية بكل معنى الكلمة منذ سنوات.

وتساءل خضر عن دوافع وخلفيات عرفات في فهم الأمور وإدارة كافة شؤون حياتنا الفلسطينية بهذه الطريقة والتي تبرهن يومياً عجزها وتوضح بما لا يقبل الشك استجابته لشروط الجميع بدون نقاش باستثناء شعبه الذي يتنكر لاستغاثته بوقف الفساد وأحداث الإصلاح الديمقراطي الحقيقي ومحاسبة كل من أساء لدماء شهدائنا وتضحيات شعبنا المجاهد، وكأنه في معركة فقط ضد الصح في تجربتنا من خلال إصراره غير المبرر أو المقبول على فرض رموز الخيانة والفساد والذين يعرفهم هو شخصياً أكثر من أي واحد فينا! ولا يتوانى للحظة عن ذكرهم بأقبح الصفات والنعوت وذكر الدول التي يعملون لحسابها! وكذلك محاولته تمريرهم من خلال أسماء وزراء يحظون بثقة واحترام شعبنا وقواه الاجتماعية والسياسية إلى حد بعيد!

وعبر خضر القيادي في حركة فتح عن اسفه أن يتم غض الطرف عن كل المجازر والانتهاكات الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا في كل قرية ومدينة ومخيم وتحديدا ما يجري الآن في مدينة جنين ومخيمها الصامد رمز وعنوان الشموخ والاراده الفلسطينية وحالة الحصار والاحتلال في كل مناطقنا وتحديدا نابلس وغزه ورفح وطولكرم وبيت لحم وقلقيلية، والتركيز على اعادة تمرير حكومة تحوي من لا يستحق شرف الانتماء لشعبنا.

وطالب خضر ياسر عرفات بالعدول عن هذه الحكومة والشروع في تشكيل حكومة وحده وطنية من كفاءات وطنية محترمة وتتمتع بثقة شعبنا وتعيين القائد مروان البرغوثي رئيساً للوزراء كونه رمزا وطنيا وعقلية طورت وتعايشت مع الديمقراطية خارج مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الباليه، ومن أجل إحراج إسرائيل في لا قانونية وشرعية اعتقاله واجبار المجتمع الدولي على التحرك من أجل إطلاق سراحه ليقوم بدوره بحوار القوى والشخصيات الوطنية من أجل تشكيل الحكومة أسوة بكافة تجارب الدول والشعوب، وذكّر بأن استطلاعات الرأي الأخيرة أكدت على مكانة الأخ مروان البرغوثي والتي اعتبرها خضر بمثابة انتخاب مبكر للقائد مروان البرغوثي كعضو أساسي في قيادة وطنية للشعب الفلسطيني ولخيار النضال والمقاومة ضد الاحتلال والبناء الديمقراطي الحقيقي لمجتمع مدني فلسطيني تصان فيه حقوق وكرامة الإنسان الفلسطيني أمام الاستباحة التي عاشها طوال فترة الحكم الذاتي الهزيل على أيدي الخونة والفاسدين الذين شوهوا صورة النضال الفلسطيني من خلال واقع الإفساد والإفقار المبرمج الذي مارسوه.

وجدد خضر دعوته للحركة الوطنية الفلسطينية وقواها النضالية من أجل وقف تمرير الوزراء المشبوهين الفاسدين، وإيلاء الوضع الداخلي الأهمية التي يستحق كي لا تكون الانتفاضة وكل تضحياتنا قفزه في الهواء أو خطوه إلى الوراء، إذا ما قطف المجرمين الخونة بقيادة محمد رشيد قائد تيار أوسلو الاقتصادي ثمرة تضحيات شعبنا وسلطتنا وقيادتنا.

واعتبر خضر قبول مركزية حركة فتح التقليدية للتشكيلة الوزارية الحالية بمثابة المبرر الحقيقي لدى قيادات الحركة الشرفاء وكوادرها الأوفياء وعناصرها المخلصين للتخلص من هؤلاء عبدة المصالح وشهاد الزور في تاريخنا المعاصر، وكذلك اعتبار أن هذا الموقف يشكل أساس مهم ومتقدم للدعوة لعقد المؤتمر الحركي السادس من اجل تجديد القيادات التقليدية فيها وتجديد الدم واعادة صياغة فكر حركة فتح برؤيا وطنية سياسية جديدة وخطوة متقدمة لخلع هؤلاء والقذف بهم خارج تاريخنا لصمتهم أمام كل ما ارتكب ويرتكب بحق شعبنا وقضيتنا ومؤسساتنا مقابل امتيازاتهم الشخصية المخيفة والمذهلة على حساب دماء شهدائنا ومعاناة أسرانا وآلام جرحانا وفقر شعبنا وجوعة وعرائه.

التاريخ 27/10/2002